08 يناير 2025, 10:36 صباحاً
برعت المرأة في منطقة الحدود الشمالية في الماضي في إنتاج السمن البري المرتبط بثقافة المجتمع وعلاقته الوثيقة بالثروة الحيوانية التي تزخر بها المنطقة؛ حيث تبلغ أكثر من 7 ملايين رأس من الماشية والإبل؛ بحسب تقديرات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وتنشط صناعة السمن البري لدى النساء في فصل الشتاء، ويكثر الطلب عليه من قبل الأهالي؛ حيث يُعد مكونًا رئيسيًّا للعديد من الأكلات الشعبية منها العصيدة والخميعة وموائد الولائم ونحو ذلك.
ويمر إنتاج السمن -وفق ما تذكره إحدى المهتمات بصناعة السمن "أم ندى"- بأكثر من 5 مراحل متتالية ومتتابعة، تبدأ بحلب الأغنام ثم وضع الحليب في قدر كبير وتسخينه، ثم يغلي ويسكب بعد ذلك حتى يبرد قليلًا وتضاف إلى الخميرة على الحليب.
وبعد هذه المراحل يتحول السمن، اللبن المعروف بـ"الخاثر"، ومن ثم يوضع بالصميل وهو الوعاء المصنوع من جلد الضأن أو الماعز، وتبدأ عملية "الخض" لأكثر من نصف ساعة، ويتشكل اللبن والزبد وتخلط عدة أيام، وبعد ذلك توضع الزبدة في قدر لتذوب بواسطة النار، فتتحول مباشرة إلى مادة السمن العربي، حيث يُفرَغ السمن في وعاء من الجلد أيضًا يسمى "النحو"، أو "الظرف".
وتشارك المرأة الشمالية في استعراض منتجات السمن بوصفه إرثًا ثقافيًّا في مختلف المهرجانات والمناسبات الوطنية، كما يحتضن السوق الشعبي بعرعر العديد من صانعات السمن البري والحرف اليدوية الأخرى، إضافةً إلى قاعة "الخزامى" التي تهدف إلى تدريب الأسر المنتجة وتطوّر أدائها.