09 ديسمبر 2024, 3:26 مساءً
حرصت الإمبراطورية البريطانية، التي لم تكن تغيب عنها الشمس، على إقامة علاقات رسمية مع المملكة قبل إتمام مرحلة توحيدها، فاعترفت بريطانيا بالمملكة عام 1926م، لكن علاقاتهما كانت قائمة بالفعل قبل هذا التاريخ، فخلال الحرب العالمية الأولى، وقع المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود مع بريطانيا معاهدة دارين عام 1915م، وفي عام 1919م ترأس الملك فيصل بن عبدالعزيز أول بعثة سعودية تزور بريطانيا، ثم أنشأت المملكة سفارتها في لندن عام 1930.
وعلى مدار أكثر من مئة عام، تطورت العلاقات بين البلدين، وشهدت تعاوناً مطرداً في كثير من المجالات، التي وسعت آفاق التعاون بينهما، حتى حظيت العلاقات بنقلة نوعية كبيرة خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا عام 2018، حيث جرى الاتفاق على تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني، الذي ساهم إسهاماً فعّالاً في تطوير علاقات التعاون بين الرياض ولندن، وقد انعكس ذلك في نمو التجارة البينية بينهما بأكثر من 30% منذ تأسيس المجلس وحتى 2023م، محققاً 103 مليارات دولار.
وحقق مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني إنجازات عديدة منها جمع المملكة أكثر من 70 مليار دولار منذ عام 2022م من خلال سوق لندن للأوراق المالية، ووقع البلدان اتفاقية موسعة في مجال الرعاية الصحية، تركز على التعاون في قطاعات جديدة تشمل التحول الرقمي، والتقنية الحيوية، ومقاومة مضادات الميكروبات، وافتتحت 52 شركة بريطانية مقرات إقليمية لها في الرياض، وزادت بريطانيا استثماراتها في المملكة، حتى أصبحت ثاني أكبر مستثمر أجنبي في المملكة بنحو 16 مليار دولار.
ويستمر المجلس في تحقيق المزيد من النتائج، بعد أن ارتقت العلاقات الثنائية بين الرياض ولندن إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ويتوقع أن تحقق الزيارة الرسمية الحالية لرئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر إلى المملكة، المزيد من الفوائد الجمة لمصالح البلدين، حيث أفاد بيان الحكومة البريطانية عن الزيارة بأن "ستارمر" سيسعى إلى تعزيز الاستثمار، وتعميق الشراكات الدفاعية والأمنية مع المملكة.