الخميس 2 يناير 2025 09:01 مساءً
أطلقت مديرية أوقاف الفيوم سلسلة ندوات علمية دعوية تحت عنوان "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ... أخذ الفتوى من مصادرها المعتبرة ضرورة شرعية".
شهدت محافظة الفيوم، مساء الخميس، تنظيم أكثر من 150 ندوة بعد صلاة العشاء ضمن برنامج "مجالس العلم والذكر"، بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية مدير المديرية الدكتور محمود الشيمي. حضر الندوات نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين الذين ناقشوا أهمية التزام الدقة والمسؤولية في إصدار الفتاوى.
أكد العلماء المشاركون أن الفتوى ليست مجرد رأي أو اجتهاد شخصي، بل هي أمانة ثقيلة تتطلب إعدادًا علميًا وشرعيًا دقيقًا. وأشاروا إلى أن تأهيل المفتي يتطلب معرفة واسعة بالسنة النبوية، وإدراكًا عميقًا بفقه الواقع والمستجدات، مع القدرة على التفرقة بين الثوابت والمتغيرات. وذكروا قول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، مشددين على أن إقحام غير المؤهلين في مجال الإفتاء يمثل خطرًا كبيرًا على استقرار المجتمعات.
هذا وقد أوضح العلماء أن المفتي لا بد أن يكون على دراية بفقه المقاصد والمآل، وأن يمتلك القدرة على الموازنة بين الأولويات، مع إلمام شامل بطرائق الاستنباط والقياس، وأكدوا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال، لذا يجب أن يكون المفتي واعيًا بمتطلبات العصر واحتياجات المجتمع.
اختتم العلماء الندوات بالتحذير من خطورة السماح لغير المؤهلين بالتصدر في مجال الإفتاء، مشيرين إلى أن ذلك يؤدي إلى تشويه المفاهيم الدينية، مثل إنزال النوافل منزلة الفرائض، أو المبالغة في التحريم. وأضافوا: "إن إطلاق لقب عالم على من لم يستوفِ شروط العلم جناية في حق الدين والمجتمع".
جاءت هذه السلسلة من الندوات كخطوة مهمة في إطار جهود وزارة الأوقاف للتصدي للظواهر السلبية ونشر الفكر المعتدل، بما يسهم في تحقيق السلام المجتمعي والارتقاء بالوعي الديني.