01 يناير 2025, 3:24 مساءً
يتمنى الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، أن يكون العام الجديد بردًا وسلامًا على من عانوا كثيرًا في العام السابق، خاصة الشعوب العربية في فلسطين ولبنان وسوريا والسودان، الذين عانوا من حروب وصراعات عبثية، وأن يستمتع الجميع بحياة حرة كريمة، وينتهي الظلم والقهر، وغياب القانون، ويكون فيه محاسبة للقتلة والمجرمين من قادة وأنظمة ومجموعات مسلحة.
"عام انقضى وآخر بدأ"
وفي مقاله "عام انقضى وآخر بدأ" بافتتاحية "الجزيرة"، يقول "المالك": "بدءًا من اليوم يدلف العالم إلى العام 2025م مودعًا عامًا شهد من التطورات والأحداث ما أدمى القلوب، بأمل أن يكون العام الجديد خيرًا من سابقه، نستقبل فيه الأمل باختفاء ما كرّس الظلم والقهر في عام 2024م، بما اعتبر واحدًا من الأعوام المجللة بالسواد".
لا يمكن تصور ما حدث في 2024 من جرائم
ويضيف "المالك" قائلًا: "مضى وانقضى عام 2024م ولا يمكن تصوّر ما حدث فيه من جرائم، وحروب ظالمة، وغياب للممارسات الإنسانية التي يشيب لها الرأس، ويُعجز المرء أن يتصور ما حدث من أعمال وحشية، يقوم به الإنسان ضد الآخر، وتعتدي بها هذه الدولة ضد الأخرى، دون وازع من ضمير.. نستقبل العام الجديد، والصور الناطقة عن العام الذي سبقه ماثلة أمام أنظارنا، وتتحدث عن حجم معاناة الشعوب من الظلمة والقتلة، ومما لا رأت العين مثله إلا نادرًا من إزهاق الأرواح، وتعذيبهم، دون أن يجد الإرهابيون دولًا وجماعات وأفرادًا من يحاسبهم، أو يقول لهم كفى".
حرب الإبادة في فلسطين ولبنان
ويرصد "المالك" النماذج الصارخة في القهر والعدوان، ويقول: "استحضروا حرب الإبادة في غزة، وفي لبنان، وفي الضفة الغربية المحتلة، والموقف الغربي-الأمريكي الداعم لإسرائيل لقتل الأبرياء، وتقويض المدن، وتحويلها إلى أشباح مدن، وإمعان العدو مع كل قتلى بأن هناك المزيد، دون أن يشبع من رؤية الدماء، دماء الأبرياء.. في عام 2024م رأينا تدفق السلاح الأمريكي-الأوروبي على "إسرائيل" بكثافة ونوعية وزخم من التصريحات المؤيِّدة لما تفعله "إسرائيل"، وكأن الفلسطينيين واللبنانيين والعرب عمومًا، ليسوا بشرًا لهم الحق في الحماية من القتلة والمجرمين والإرهابيين، وعلى رأس هؤلاء وفي مقدمتهم إسرائيل".
نستقبل العام الجديد بنفس الخوف والهواجس
ويعلق "المالك" قائلًا: "نعم، انتهى عام، وها نحن نستقبل آخر، ولكن الهواجس هي الهواجس، والخوف هو الخوف، ما بقي العدل مغيّبًا، والقانون معطّلًا، والضعيف تحت رحمة دول كبرى لا يهمها إلا مصالحها، وأجندتها، والويل لمن يقول لها لا، وقد بلغ السيل الزبى في انتهاكاتها وقهرها وظلمها".
حروب وأطماع لا تنتهي
وتظل صورة العام الماضي تؤرق "المالك" وهو يقول: "وفي عام 2024 رأينا حروبًا تقتل الناس، وتهدم المدن، حروبًا عبثية، ولا من قوانين يُحتكم إليها لمنع هذه الحروب، كما في أوكرانيا وروسيا، وكما في السودان، وغير هذه، هناك مثلها على امتداد العالم، وهناك ما هو مهيأ بانتظار الشرارة الأولى لتشتعل، وتحرق الأخضر واليابس.. هذا هو العالم، ممارسات مجنونة، وأطماع لا تنتهي، وادّعاءات مفتعلة من القتلة لإقناع العالم بأن ما يقومون به هو من باب حق الدفاع عن النفس، وهو ادّعاء كاذب، خاصة في وضع “إسرائيل” التي تحتل الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية، وترى في مقاومة هذه الدول لاستعادة أراضيها المحتلة حربًا عليها، وكأن حربها لمقاومة ذلك دفاع عن النفس، بينما هو إصرار على الاحتفاظ بحقوق ليست لها".
سقوط بشار هو الإنجاز الوحيد
ويضيف الكاتب، قائلا: "الإنجاز الوحيد في عام 2024م الذي أفرح السوريين والعرب، والأحرار في العالم هو سقوط بشار الأسد ونظامه الذي أمعن في القتل والتعذيب، وفتح السجون، وأكثر من المقابر، واعتقد أن سوريا ملكه الخاص، ولا من أحد قادر على إزاحته من الحكم، في ظل حماية إيران وروسيا وحزب الله والحشد الشعبي، فإذا به يهرب مذعورًا، سجينًا في روسيا، مخلفًا وراءه دولة معدمة، وبلادًا فاشلة، وصراعات بين مواطنيها، وهكذا ينتهي تاريخ الطغاة والمجرمين، ممن أغوتهم قوة حماية المستعمر، والخيانة ضد دولهم وشعوبهم".
لعل العام الجديد يكون بردًا وسلامًا
وينهي "المالك" قائلًا: "لعل العام الجديد، يكون بردًا وسلامًا على من عانوا كثيرًا في العام السابق، يستمتع فيه الجميع بحياة حرة كريمة، ينتهي به الظلم والقهر، وغياب القانون، ويكون فيه محاسبة للقتلة والمجرمين من قادة وأنظمة ومجموعات مسلحة".