29 ديسمبر 2024, 4:20 مساءً
في خطوة تعكس تحولاً تاريخياً في مسار سوريا السياسي، أعلن أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام سابقاً والمعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، عن تقديرات زمنية قد تمتد إلى أربع سنوات لتنظيم الانتخابات في سوريا، وذلك عقب الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الجاري، ما يمثل تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوري.
وأوضح الشرع، في مقابلة مع قناة "العربية"، أن المرحلة الانتقالية ستشهد صياغة دستور جديد للبلاد، وهو ما قد يستغرق نحو ثلاث سنوات، مع تخصيص عام إضافي للتحضير للانتخابات.
وبيَّن أن تحقيق تغييرات جذرية يتطلب فترة زمنية طويلة لضمان استقرار الأوضاع وتوحيد الصفوف داخلياً.
دولة مدنية
وضمن مساعي الانتقال نحو دولة مدنية شاملة، أكد الشرع أن حل جماعة هيئة تحرير الشام، المصنفة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة والغرب، سيكون جزءاً من مؤتمر الحوار الوطني المقبل.
وشدد على أن هذه الخطوة تمثل تطوراً رئيسياً نحو إرساء أسس جديدة للحكم في سوريا، بعيداً عن الصراعات المسلحة التي أثقلت كاهل البلاد لعقود ولعبت الهيئة دوراً بارزاً في الإطاحة بنظام الأسد، مما أدى إلى إنهاء 13 عاماً من الحرب الأهلية التي شهدت دماراً واسعاً في البنية التحتية وتشريد الملايين من السكان.
وسلَّط الشرع الضوء على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين دمشق وموسكو، مشيراً إلى أن روسيا، الحليف الأبرز للنظام السوري السابق، تحتفظ بمصالح استراتيجية في المنطقة، بما في ذلك قواعدها العسكرية على الأراضي السورية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وفي سياق آخر، أعرب الشرع عن أمله في أن تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب خطوات لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيراً إلى لقاءات جرت مؤخراً مع دبلوماسيين أمريكيين أظهر خلالها مقاربة براغماتية أثارت استحسان واشنطن.
وأوضح أن هذا التوجه قد يمهد الطريق لتحسين العلاقات بين البلدين. إعادة الإعمار وبينما تفتح تصريحات الشرع آفاقاً جديدة نحو السلام والاستقرار، تواجه سوريا تحديات كبرى في إعادة الإعمار. فالدمار الذي لحق بالمدن والبنية التحتية يتطلب استثمارات هائلة، فضلاً عن تحقيق توافق سياسي داخلي ودولي، كما أن تسوية النزاعات بين مختلف الفصائل المسلحة ستكون أحد أهم العوامل المؤثرة في نجاح المرحلة الانتقالية.
وفي ظل المرحلة الانتقالية في سوريا، وهي مرحلة حساسة تتطلب جهوداً مضنية من جميع الأطراف. ومع ذلك، فإن التفاؤل يلوح في الأفق مع بدء التحركات الدولية والمحلية نحو تحقيق استقرار دائم، فهل ستنجح سوريا في طي صفحة الحرب الطويلة وفتح صفحة جديدة من السلام والتنمية؟