29 ديسمبر 2024, 10:47 صباحاً
في حادثٍ مأساوي، تحطمت طائرة تابعة لشركة "جيوجو إير" في جنوب غرب كوريا الجنوبية، مما أثار تساؤلات حول سلامة الطيران، ومدى تأثير عوامل متعدّدة في مثل هذه الحوادث، وكذلك الأسباب المحتملة لتحطم طائرة "جيوجو إير"، التي أدّت إلى وفاة 179 راكباً وطاقمها، وتداعياتها على صناعة الطيران.
سلامة الطيران
تعد طائرة بوينج 737-800، وهي سلف لطائرة 737 ماكس، من الطائرات الشائعة الاستخدام حول العالم، حيث تشكّل نحو 15 بالمائة من أسطول الطائرات العالمي. وأكّد الخبراء أن هذا الطراز يتمتع بسجل أمانٍ جيدٍ، على الرغم من أن عمر الطائرة قد يكون عاملاً مؤثراً.
ويستخدم نحو 200 شركة طيران هذا الطراز، بما في ذلك خمس شركات في كوريا الجنوبية. وسلّمت بوينج ما يقرب من 5000 طائرة من هذا الطراز منذ عام 1998، مما يدل على ثقة شركات الطيران بأدائها.
ومع ذلك، فإن عمر الطائرة قد يكون مصدر قلق، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن الطائرة، التي تحطمت كانت تبلغ من العمر 15 عاماً، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأعلنت السلطات الكورية الجنوبية أنها تحقّق في سبب تحطم الطائرة، مع التركيز على احتمال حدوث عطلٍ في هيكل الهبوط نتيجة اصطدام الطيور.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الطائرة قد تكون تعرّضت لاصطدام طيورٍ؛ ما أدّى إلى فشلٍ في نظام هبوطها.
حوادث اصطدام الطيور تعد أمراً شائعاً في الطيران، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى عواقب خطيرة. وتستخدم المطارات المختلفة تدابير مختلفة لتجنُّب مثل هذه الحوادث، بما في ذلك نشر الصقور، وإصدار أصوات نداءات الاستغاثة.
ومع ذلك، فإن هذه الحوادث لا يمكن التنبؤ بها دائماً، وقد تؤدي إلى نتائج كارثية.
دور الصيانة
أكّد الخبراء أن هيكل هبوط طراز 737-800 مصممٌ جيداً وله تاريخٌ من الموثوقية، لكن الصيانة السيئة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات.
وأشار نجم الدين مشكاتي؛ أستاذ الهندسة، إلى أن الصيانة هي أحد أهم أسباب حوادث الطيران.
إن الحفاظ على الطائرات في حالة جيدة أمرٌ بالغ الأهمية لسلامة الركاب، خاصة مع وجود عوامل أخرى قد تؤثر في أداء الطائرة.
وأثارت التقارير حول عمر الطائرة التي تحطمت تساؤلات حول إجراءات الصيانة التي اتبعتها شركة الطيران، فهل تمّ إجراء الصيانة الدورية بشكلٍ صحيح؟ وهل تمّ فحص الطائرة بشكلٍ شاملٍ قبل كل رحلة؟ هذه الأسئلة ستكون محورية في التحقيق لتحديد المسؤولية.
يُتوقع أن تكون لهذا الحادث تداعياتٌ كبيرة على صناعة الطيران، حيث ستركّز شركات الطيران والهيئات التنظيمية على ضمان سلامة أساطيلها. وقد يؤدي ذلك إلى إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بصيانة الطائرات، خاصة مع وجود مخاوف بشأن عمر الطائرات وأدائها.
وستؤدي هذه الكارثة إلى مراجعة شاملة لمعايير السلامة في صناعة الطيران، حيث ستسعى شركات الطيران إلى تعزيز إجراءات السلامة لتجنُّب تكرار مثل هذه الحوادث. كما ستلقي الضوء على أهمية التدريب المستمر للطيّارين وطاقم الطائرة، وضمان اتباع بروتوكولات السلامة بشكلٍ صارم.
فهل ستكون هذه الكارثة نقطة تحوُّل في صناعة الطيران، حيث يتم إعطاء الأولوية القصوى لسلامة الركاب؟ وهل ستؤدي إلى تغييراتٍ جذرية في اللوائح والقواعد التنظيمية؟ هذه الأسئلة ستظل مطروحةً حتى يتم الكشف عن نتائج التحقيق بشكلٍ كامل.