السبت 28 ديسمبر 2024 09:00 مساءً
قداسات فى «الأرثوذكسية» و«الكاثوليكية».. وترانيم فى «الإنجيلية»
«قصر الدوبارة» تستقبل آلاف المصريين.. وأشجار «الكريسماس» تزين الأرجاء
الأنبا باخوم: نصلى ونتبادل الأمنيات بعد القداس ونستبشر بـ«الرجاء»
المتحدث باسم الكنيسة القبطية: نأمل أن تكون السنة الميلادية الجديدة عامرة بالاستقرار
«رفيق جريش»: أحداث فلسطين وسوريا تُنقص فرحتنا بالأعياد.. ونُصلى لأجل مصر
تحتفل الكنائس المصرية الثلاث «الأرثوذكسية، الإنجيلية، والكاثوليكية» بليلة رأس السنة الميلادية مساء الثلاثاء المقبل، وفق طقوس خاصة لكل منها، وتوافق على صلاة من أجل أن يحمل العام الجديد رجاءً لمصر، والعالم.
ويودع الأقباط عامهم الميلادى 2024، وسط أمنيات عالقة تحقق بعضها، ولم يتحقق الآخر، على أمل أن يحمل العام الجديد بشارة السلام، ووقف دوىّ الرصاص فى مناطق الحروب.
وطبقًا لطقوس الكنيسة الأرثوذكسية فإن قداسة البابا تواضروس الثانى- بابا الإسكندرية- بطريرك الكرازة المرقسية يرأس قداسًا بكاتدرائية الإسكندرية بمعاونة عدد من أساقفة المجمع المقدس، والكهنة، والشمامسة، بحضور مئات الأقباط.
وتحمل رأس السنة الميلادية خصوصية بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية على وجه الخصوص، ونظيراتها من كنائس التقويم الشرقى، باعتبارها مقدمة لاحتفالية عيد الميلاد المجيد المزمع إقامته فى السادس من يناير المقبل.
وحسب مصدر كنسى، فإن ليلة رأس السنة الميلادية لا تتضمن أية طقوس خاصة، لافتا إلى أن الكنيسة تستمر فى طقس قداسات «كيهك» التى بدأتها منذ بداية رابع شهور السنة القبطية.
ويحمل الأقباط أمنياتهم فى العام الجديد إلى الكنيسة، وسط أجواء احتفالية، وعادات يشترك فيها المصريون جميعًا.
ويتوافد الأقباط على الكنائس منذ الساعة الثامنة، والنصف مساءً لبدء وقفة صلاة جماعية، يعقبها كلمات الأساقفة المشاركين فى السهرة الكنسية.
ويلقى أساقفة الكنيسة القبطية كلمات مقتضبة عن العام المنصرم، حاملين أمنيات العام الجديد قبيل صلواتهم بالكنائس المختلفة.
وقال القمص إبرام إميل- وكيل بطريركية الإسكندرية: إن كلمات الأساقفة الرعوية يتخللها تسابيح، ومدائح للسيدة العذراء، ثم صلوات يعقبها عظة البابا تواضروس الثانى.
وأضاف فى تصريح لـ«الوفد» أن طقوس ليلة رأس السنة الميلادية تختتم بـ«قداس» رأس السنة، والذى يبدأ بعد منتصف الليل، ويمتد حتى الساعات الأولى من صباح أول أيام العام الجديد.
ويعتاد البابا تواضروس الثانى إقامة قداس ليلة رأس السنة الميلادية بالإسكندرية، باعتبارها مقرًا للكرسى المرقسى، مركزًا فى عظته على عدة تأملات روحية فى الكتاب المقدس.
وسبق أن أشار فى ليلة رأس السنة الميلادية 2024 إلى ضرورة التحلى بالطمأنينة، محذرًا من تلقى الأخبار السلبية، والشائعات، ومجددًا تأكيده على رعاية الله لمخلوقاته.
وفيما يبدو ثابتًا خلال قداسات الكنيسة التى يرأسها البابا تواضروس الثانى فإنه يصلى دائمًا من أجل سلام مصر، والمصابين، والجرحى فى الحروب الدائرة حول العالم، معربًا عن أمله فى أن تشهد بدايات الميلاد سلامًا، وأمنًا، على الصعيدين المصرى، والعالمي.
وحسبما أفاد القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، فإن أمنيات العام الجديد على المستوى العام تتبلور فى أن يسود السلام العالم.
وقال: إن الأمنيات خلال العام 2024 على المستوى الشخصى تحقق بعضها، ولم يتحقق الآخر، وفق طبيعة الحياة.
وأضاف فى تصريح لـ«الوفد»: لا نملك إلا أن نستقبل العام الجديد بالرجاء، وأن يحفظ الله بلادنا من كل سوء، وأن ينعم علينا بالاستقرار.
فى سياق متصل، تحتل كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية مكانة خاصة فى احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية، حيث أنها وجهة العديد من المسلمين، والمسيحيين لحضور احتفالية رأس السنة.
وتضفى ترانيم الكنيسة الإنجيلية، وطقوس الاحتفال، وتجهيزات «قصر الدوبارة» من الداخل طابعًا خاصًا على الاحتفالية، من حيث أنها تجمع بين البهجة، والطابع الكنسى.
وتقيم كنيسة قصر الدوبارة مسرحًا ضخمًا فى محيطها لاستقبال المواطنين من الأقباط، والمسلمين، فيما تزين مداخلها بالأضواء، والورود.
ورغم تشديدات أمنية فى محيطها، نظير إقبال كثيف من المصريين لحضور الاحتفال السنوى، إلا أن الأجواء تحاط بهالة من الرجاء، والأمل، ويرأس صلاة ليلة رأس السنة القس سامح موريس راعى الكنيسة.
فيما يرأس القس د. أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، صلوات ليلة رأس السنة بكنيسة مصر الجديدة، وسط أجواء مشابهة، ويحرص على إعلان أمنيات كنيسته للعام الجديد، خلال كلمة تراوح بين ما كان فى العام الماضى، وما تأمله الكنيسة فى عامها الجديد على المستويين العام، والخاص.
وتتنوع ألوان الاحتفال داخل الكنيسة الإنجيلية ما بين إقامة الأمسيات، والترانيم، والكلمات الوعظية، إلى جانب إشارات لاحتفالات عيد الميلاد المجيد.
وتحتفل الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر بعيد الميلاد المجيد فى السادس من يناير وفق التقويم الشرقى، وسط حضور آلاف الأقباط، وقيادات الطائفة، ورموز المجتمع.
وتحرص الكنيسة الإنجيلية خلال احتفالها بليلة رأس السنة الميلادية على وضع أشجار «الكريسماس» داخل ساحتها، إلى جانب تزيين الجدران، والمداخل، وتخصص ركنًا من أركانها لبناء «المزود»، كمحاكاة لشكل المكان الذى ولد فيه السيد المسيح.
يأتى ذلك بالتوازى مع طقوس مغايرة للكنيسة الكاثوليكية خلال احتفالها بليلة رأس السنة الميلادية.
ويبدأ احتفال الكاثوليكية بـ«رتبة التوبة»- طقس كنسى- يترأسها البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق بمعاونة عدد من الآباء، ويعرض أمين المجلس الرعوى بالكنيسة تقريرًا عما جرى إنجازه، بجانب الرؤية المستقبلية للمجلس.
ويختتم بـ«عظة» البطريرك، والتى تتضمن رؤية عامة لأحداث العام المنقضى، وآمال وتطلعات الكنيسة للعام الجديد.
ويحرص «إسحاق» كل عام على دعوة الأقباط الكاثوليك إلى أن يحملوا الرجاء لمن حولهم، قبيل أن يبدأ فى قراءة تأملية حول آيات بالكتاب المقدس.
وقال الأنبا باخوم النائب البطريركى للكنيسة الكاثوليكية: إن كنيسته تحتفل برأس السنة الميلادية وسط طقوس خاصة تبدأ بـ«قداس إلهى»، وبعده يتم تبادل الأمنيات من أجل عام جديد.
وأضاف فى تصريح لـ«الوفد» أن «الكاثوليكية» تأمل أن يكون العام الجديد مليئًا بالرجاء، والإخاء، والتسامح، والسلام. وأردف قائلًا: «نحن فى أشد الحاجة للسلام وسط هذه الحروب الدائرة فى المنطقة».
من جانبه قال الأب رفيق جريش المستشار الصحفى للكنيسة الكاثوليكية: إن الاحتفال برأس السنة الميلادية هذا العام يأتى فى ظروف صعبة يمر بها العالم العربى فى فلسطين، وسوريا، من شأنها إنقاص الفرحة.
وأضاف جريش الذى يأمل أن يحمل العام العيد الرجاء وفق شعار أطلقه «البابا فرنسيس الأول» بابا الفاتيكان، لا استطيع أن أفرح فرحة كاملة بالعام الجديد، لأن المنطقة تمر بمنعطفات مقلقة.
«جريش» الذى احتفلت كنيسته بعيد الميلاد المجيد الأسبوع الماضى وفقًا للتقويم الغربى، أعرب عن أمله فى أن تتوقف آلة الحرب فى فلسطين، وأن يعم السلام العالم، وفى القلب منه المنطقة العربية، وأن تسفر الأوضاع فى سوريا عن سلام، واستقرار.
واستطرد قائلًا: «الكنائس داخل مصر تصلى من أجل سلام البلاد، واستقرارها، وأن يمنح الله التوفيق للرئيس، ومعاونيه فى مواجهة التحديات التى تمر بها المنطقة».
إلى ذلك تقيم الكنيسة الأسقفية احتفالًا بليلة رأس السنة الميلادية بكنيسة جميع القديسين بالزمالك، برئاسة المطران سامى فوزى.
ويأتى احتفال الأسقفية ضمن برنامجها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد الذى بدأ الأسبوع بقداس فى الرابع والعشرين من ديسمبر وفق التقويم الغربى، سبقه صلاة شموع.
وتختتم الأسقفية احتفالات «عيد الميلاد المجيد» بقداس ليلة رأس السنة الميلادية.
وأعرب المطران سامى فوزى عن أمله فى أن يحمل العام الجديد سلامًا لمصر، وشعبها، وجيشها، وسط الظروف التى تمر بها المنطقة.
واستطرد قائلًا: «نصلى لبلادنا، ليس فقط فى ختام عام ميلادى، وبداية عام جديد، وإنما نصلى طوال العام لأجل أن يعم السلام مصر، والعالم».