السبت 28 ديسمبر 2024 08:42 مساءً
السبت 28/ديسمبر/2024 - 08:38 م 12/28/2024 8:38:18 PM
عندما تكون الصورة واضحة للعيان لا تحتاج لتفسير وتحليل، فهى تقرأ نفسها، وأظن ما حدث منذ أسابيع فى سوريا كان واضحًا وجليًا أنه فصل ضمن سيناريو تم الإعداد له مبكرًا منذ عقود بعيدة، فكرته المحورية هى تدمير الجيوش العربية القوية التى تمثل خطرًا على دولة الاحتلال الصهيونى، وخصوصاً فى الدول التى أطلقت عليها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل «محور الشر» وعلى رأسها العراق وليبيا واليمن وسوريا.
والبداية كانت فى تسعينيات القرن الماضى وأوائل الألفية الحالية عندما تم التخطيط جيدًا لتدمير الجيش العراقى القوى، بل تدمير دولة بلاد الرافدين بكل مقدراتها وإدخالها فى نفق مظلم وهو ما تم بنجاح منقطع النظير والواقع الحالى فى العراق خير دليل فلم يعد العراق عراقًا.
ولم يكن الحال فى ليبيا واليمن أحسن حالًا، فقد تم تنفيذ المخطط كما أعد له حرفيًا والوصول للهدف، وربما تختلف الوسائل والأساليب ورسم الأحداث ولكن الهدف واحد.
والمؤسف أن أمريكا وحلفاءها ومن يديرون اللعبة لا يتكلفون مليمًا واحدًا أو حتى نقطة دم فى سبيل تحقيق الهدف، فالمنفذ والممول من جلدتنا ومن أبناء الأرض حتى وأن عاونهم مرتزقة من الخارج.
وربما اختلف الوضع فى العراق نسبيًا، وتم الوصول للهدف عبر مخطط إشعال الفتنة بين العراق والكويت واحتلال العراق الكويت، وما تبعه من تدخل أمريكى، وما انتهت إليه الأمور بإسقاط نظام الرئيس العراقى صدام حسين وتقسيم العراق بين الطوائف، وإشعال الحرب الطائفية التى أنهكت البلاد، وتجميع الجماعات الإرهابية المسلحة من كل أنحاء العالم والزج بها فى العراق.
بينما كان مسمى الربيع العربى هو اسم الرواية التى استخدمت فى ليبيا واليمن ومصر وتونس وسوريا، وسقطت اليمن وليبيا فى المستنقع الذى لا خروج منه ونجت مصر وتونس بفضل عوامل كثيرة، ثم سقطت سوريا مؤخرًا بعد 13 عامًا من المقاومة.
وبسقوط سوريا يكون المخطط قد حقق90% من المستهدف، ومن المؤكد أن مصر هى الجزء الأهم فقد حاولوا وما زالوا يحاولون وسيحاولون، ولكن ستظل مصر عصية عليهم بفضل تماسك أبنائها وجيشها وقادتها.
والملاحظ للعامة قبل الخاصة أن المشهد الأخير لسقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد كان مفضوحًا ومكشوفًا، وتم الإعداد له والاتفاق واستولى العملاء والمرتزقة على الحكم فى سوريا بكل سهولة ويسر، وغادر الأسد البلاد متجهًا إلى روسيا، ودخلت إسرائيل الأراضى السورية، وعاثت فيها فسادًا وتدميرًا وسرقة ونهبًا تحت أعين ومباركة حكام سوريا الجدد، لتنتهى سوريا كما انتهت لبنان التى بدأت فيها الحرب الأهلية مبكرًا منذ سبعينات القرن الماضى.
وهكذا لم يعد هناك أى خطر على دولة الاحتلال، ولم تعد هناك قوة ترهب العدو سوى مصر، ولذلك علينا جميعًا أن ننتبه ولا نسمح لهم بتحقيق مبتغاهم بمزيد من التماسك والاصطفاف حول جيشنا وقادتنا.