08 ديسمبر 2024, 10:55 صباحاً
بعد أكثر من عقد من الصراع الدموي في سوريا، وصل حكم الرئيس بشار الأسد إلى نهايته، مع إعلان قوات المعارضة السيطرة على دمشق وخلوها من "الأسد".. يطوي هذا الحدث صفحة خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، في مشهد غير مسبوق يُبرز معالم التحولات السياسية والعسكرية في البلاد.
تحالفات وتناقضات
وتَمكن بشار الأسد، منذ توليه الرئاسة عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد، من الحفاظ على موقعه السياسي من خلال تحالفات قوية مع إيران وروسيا. ولعبت هذه الدول دورًا محوريًّا في دعم نظامه عسكريًّا ولوجستيًّا؛ خاصة خلال الحرب الأهلية التي اشتعلت في عام 2011 عقب انتفاضة شعبية ضد نظامه؛ وفقًا لـ"رويترز".
وعلى الرغم من استعادة النظام لمعظم الأراضي التي فقدها خلال السنوات الأولى من الصراع؛ ظل الأسد محاصرًا بمجموعة من التحديات؛ منها العقوبات الدولية، والاضطرابات الاقتصادية. ولم يتمكن دعم حلفائه من القضاء تمامًا على مسلحي المعارضة، الذين حافظوا على معاقلهم في الشمال؛ مما شكّل تهديدًا مستمرًّا لاستقرار النظام.
وأفادت تقارير عسكرية بأن الأسد غادر العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، متجهًا إلى وجهة غير معلومة. وجاء هذا التطور بعد تقدم مذهل لقوات المعارضة التي أعلنت سيطرتها على المدينة؛ مشيرة إلى "خلوها من الطاغية بشار الأسد"، وشهدت المدن التي استولى عليها المسلحون إزالة تماثيل حافظ وباسل الأسد، وتمزيق صور الرئيس السوري من الأماكن العامة.
والأسد، الذي بدأ حياته كطبيب عيون في لندن قبل أن يتحول إلى وريث السلطة؛ واجَهَ خلال سنوات حكمه تحديات كبرى؛ من الربيع العربي الذي انطلق في 2011، إلى استخدامه المزعوم للأسلحة الكيميائية، تراكمت عليه الإدانات الدولية، في وقت وصفه فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ"الحيوان".
الطائفية ودور الحلفاء
وطوال فترة النزاع، اعتمد الأسد على دعم المقاتلين المدعومين من إيران؛ مما زاد من حدة الطائفية في الصراع السوري. ولم تكن إيران وحدها من اعتبرت بقاء الأسد "خطًّا أحمر"؛ بل أيضًا روسيا، التي قدّمت دعمًا عسكريًّا كبيرًا لنظامه من خلال الغارات الجوية، ومع ذلك ومع انشغال حلفائه بمصالحهم في مناطق أخرى؛ وجد الأسد نفسه أكثر عزلة وضعفًا أمام تقدم المتمردين.
ومع مرور الوقت، تحول الصراع في سوريا إلى ساحة معقدة للتوترات الدولية. قثد فشلت الولايات المتحدة -بقيادة باراك أوباما- في تنفيذ تهديدها بمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية؛ مما أثار تساؤلات حول دور القوى العظمى في حل الأزمة السورية.
وانتهى حكم الأسد الذي استمر لأكثر من عقدين، بخروجه من دمشق وسط انهيار نظامه. وتظل سوريا الآن أمام مستقبل مجهول؛ حيث يواجه الشعب تحديات إعادة البناء والانتقال السياسي، بعد عقود من الحكم القمعي والحرب المدمرة.