السبت 21 ديسمبر 2024 01:48 مساءً
أنشأ الأزهر الشريف "أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى" بهدف تدريبِ الوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى، فضلًا عن تدريب الأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم ومبتعثي الأزهر الشريف، لتنمية مهاراتهم البحثية والفكرية من خلال نماذج عملية وتطبيقية تتواكب مع تطورات العصر، وضبط الفتاوى من الفوضى التي لحقت بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونفذت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ العديد من الأنشطة المكثفة والمتنوعة خلال عام 2024م؛ بما يخدم تطلعات المؤسسة الأزهرية في التجديد وتحصين الفكر وإيصال كل ما هو نافع للأمة، وتعزيز التواصل الثقافي بين الأئمة والدعاة من مختلف الدول. هذا التقرير يعرض حصاد تدريب أكاديمية الأزهر لعام2024م للأئمة الوافدين ووعاظ الأزهر وخريجيه.
أولاً: البرامج التدريبية للأئمة الوافدين
استهدفت أكاديمية الأزهر، عام 2024م الأئمة الوافدين من مختلف الدول الإسلامية وغير الإسلامية
شملت دول: (جزر القمر، غينيا كوناكري، نيجيريا، السنغال، الجابون، سيراليون، مدغشقر، السودان، جيبوتي، بنين، توجو، بوركينا فاسو، النيجر، الهند، ماليزيا، إندونيسيا، ورومانيا)، حيث قدمت لهم عدة برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهاراتهم الدعوية والشرعية واللغوية، من أبرزها (برنامج تأهيل الداعية للأئمة الوافدين) بهدف تمكينهم من تعزيز مهاراتهم الدعوية ومواكبة التطورات الراهنة. (برنامج إعداد الداعية المعاصر للأئمة الوافدين)، بهدف إكسابهم معرفة عميقة في مجال الفقه والحديث، إضافة إلى تمكينهم من مواجهة التحديات الدعوية. (برنامج تفكيك الفكر المتطرف)، لمعالجة قضية الفكر المتطرف وكيفية التعامل مع التطرف من خلال فهم صحيح للدين وتفكيك الأفكار المغلوطة. (برامج تعليم اللغة العربية للأئمة الوافدين من دولة إندونيسيا) واستهدف تحسين مهارات الأئمة الوافدين في اللغة العربية، مما يساعدهم على أداء واجبهم الدعوي بفعالية. (برنامج تنمية مهارات البحث والإفتاء) واستهدف تعزيز قدرة الأئمة على البحث الفقهي والإفتاء في مسائل الأحوال الشخصية والمواضيع المعاصرة.
ثانياً: برامج تدريبية لوعاظ الأزهر الشريف
سعت أكاديمية الأزهر في عام2024م إلى تطوير مهارات وعاظ الأزهر من خلال تقديم دورات تدريبية متنوعة في مجالات متعددة، أبرزها: (برنامج تنمية المهارات اللغوية والأداء الخطابي) واستهدف تحسين مهارات الوعاظ في اللغة العربية وفي الخطابة والقدرة على إيصال الرسالة الدينية بفعالية. (برنامج القدس والقضية الفلسطينية) وركز على تعزيز معرفة الوعاظ بالقضية الفلسطينية وتاريخها، وتحفيزهم على نشر الوعي بشأنها في المجتمع. (برنامج مكافحة الفساد الإداري) واستهدف تنمية الوعي بأهمية مكافحة الفساد وتوجيه الوعاظ إلى دورهم في نشر القيم الأخلاقية في المجتمع. (دورة إعداد وتأهيل أعضاء لجنة مراجعة المصحف الجدد) واستهدف تدريب أعضاء لجنة المراجعة على معايير مراجعة النصوص القرآنية وضمان دقتها.
ثالثاً: برامج تدريبية للخريجين
قدمت أكاديمية الأزهر في عام2024م برامج تدريبية لخريجي الأزهر تهدف إلى تجهيزهم للالتحاق بسوق العمل في المجال الدعوي، وقدمت في ذلك عدة برامج أبرزها: (برنامج إعداد الداعية المعاصر لطلاب كلية الدعوة)، والبالغ عددهم (80) طالباً، وطلاب كلية أصول الدين والبالغ عددهم (70) طالباً، واستهدف تدريب الطلاب على كيفية التأثير الإيجابي في المجتمع من خلال فهم عميق للدين الإسلامي والتعامل مع القضايا المعاصرة. (برنامج إعداد الداعية لخريجات الأزهر) لطالبات كلية (البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان) والبالغ عددهن (50) طالبة، وكلية (الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة)، والبالغ عددهن (90) طالبة، مستهدفا تطوير مهارات الطالبات في تقديم الدعوة ونشر المعرفة الدينية بشكل مناسب للواقع المعاصر.
وانطلاقا من الدور المجتمعي للمؤسسات، عقدت الأكاديمية في 2024م دورة "الإسعافات الأولية"، بالتعاون مع كلية الطب بنين بجامعة الأزهر، للسيدات الواعظات بالأزهر الشريف، باعتبارهن نموذجًا إيجابيًا في نشر الوعي الصحي بين الجماهير، إضافة إلى تمكينهن من اكتساب المهارات الأساسية ذات الصلة بالإسعافات الأولية؛ لتقديم المساعدة والعون للمجتمع في نطاق عملهن، سواء في المساجد أو أثناء الأنشطة الاجتماعية والدعوية.
وخلال لقاءات وجولات فضيلة الإمام الأكبر في عام2024م برؤساء ووزراء عدد من الدول حول العالم، من دول (أوزباكستان وإندونيسيا وماليزيا وتركيا وأذربيجان وطاجكستان وبيرو ومالي وجيبوتي وبوركينا فاسو)، حرص الإمام الأكبر على نفع الدعاة والمسلمين بما تقدمه أكاديمية الأزهر، فأبدى استعداد أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعَّاظ، وذلك لصقل مهارات الأئمة في مكافحة الفكر المتطرف، وتفنيد الحجج التي ترتكز عليها الجماعات الإرهابية في استقطاب الشباب والتأثير عليهم، والتعريف بموقف الإسلام الصحيح من مختلف القضايا المعاصرة، وتعزيز فهمهم لقضايا التعايش وقبول الآخر في الإسلام، وإعادة تشكيل الوعي الصحيح لجماهير الأمة.