اخبار اليوم : مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم يُجري عملية نوعية عن طريق الفم لإنهاء معاناة خمسيني مع الشلل بالتفصيل

بفضل من الله، وفي إنجاز جديد حققه مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم؛ تم إجراء عملية نوعية ونادرة على مستوى العالم، لإنهاء معاناة خمسيني مع الشلل الكامل بالجزء الأيسر من الجسم؛ إذ تم استئصال "كتلة صديدية صلبة وأخرى سائلة" نشأت في مكان عالي الحساسية والخطورة، بالفقرتين الأولى والثانية العنقيتين بالعمود الفقري، وكذلك عظم قعر الدماغ؛ نتج عنها العديد من المضاعفات أبرزها عدم القدرة على المشي أو الحركة، وصعوبة أداء المهام اليومية.

ذكر ذلك الدكتور ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج الحاصل على الزمالة الألمانية.

وقال الدكتور ناجي: وصل المُراجع لقسم الطوارئ وهو مصاب بشلل تام مع ضعف بالجزء الأيمن، بالإضافة إلى صعوبة في البلع والتنفس، وعلى الفور تم نقله للعناية المركزة وإخضاعه لفحوصات طبية دقيقة، بالرنين المغناطيسي (M.R.I) والتصوير المقطعي (C.T Scan) لمنطقتي الدماغ والعنق، بالإضافة إلى التحاليل المخبرية.

وأفاد بأن نتائج الفحوصات كشفت عن وجود "كتلة صديدية صلبة وأخرى سائلة" نادرة الحدوث، وقد سببت ضغطًا شديدًا على عنق الدماغ والنخاع الشوكي، مع التأثير على مراكز البلع والتنفس؛ وهو الأمر الذي يفسر الأعراض التي لحقت بالمراجع خلال الأسابيع الأخيرة، كما أن الأشعة أبانت وجود تهتك بالفقرة الثانية مسببًا التهابات شديدة.

وأوضح الدكتور ناجي أنه عقب انتهاء الفريق الطبي من إجراء دراسة مطولة لكافة معطيات التشخيص، اتخذوا القرار بالتدخل الجراحي العاجل، من خلال عملية نوعية عن طريق الفم (Trans – Oral Approach Through Soft Palat)؛ خاصة مع استحالة إجرائها بالطرق التقليدية، سواء الفتح الجراحي من الأمام أو خلف الرقبة؛ نظرًا لوجود الكتلة الصديدية والسوائل في مستوى مرتفع عن الفقرتين الأولى والثانية مع بداية عظم قعر الدماغ.

وأشار إلى أنه تم إجراء العملية تحت التخدير الكامل مستغرقةً نحو 5 ساعات، باستخدام الميكروسكوب "البينترو" المتطور، والاستعانة بجهاز مراقبة الأعصاب، وبدء إجراء العملية عبر الدخول من الفم (Soft Palat)؛ حيث تم رفع "اللهاة" باستخدام خيط خاص، وعمل فتحة في البلعوم بحرص شديد لوجود الشرايين الرئيسية المغذية للدماغ (Carotis)، ومن ثم الوصول للفقرة الأولى وإزالة جزء منها، وصولًا إلى الفقرة العنقية الثانية؛ إذ قام الفريق الطبي بإزالة الكتلة الصديدية ومعالجة التهتك والالتهابات، وتحرير الضغط القائم على الشريان الرئيسي المغذي لعنق الدماغ والنخاع الشوكي، تلى ذلك إغلاق البلعوم.

وأكد الدكتور "ناجي" أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، دون أية مضاعفات؛ إذ نُقِلَ المراجع بعد العملية للعناية المركزة تحت التنفس الصناعي وعمل التغذية عبر الأنف، وفي اليوم الثاني تحسنت مؤشراته الحيوية، وتم إزالة أجهزة التنفس الصناعي، وعقب مرور 5 أيام أُغلقت فتحة البلعوم وتم إعادة التغذية عن طريق الفم، وفي اليوم الثامن استطاع المراجع الوقوف بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي وخرج إلى منزله، وقد قام بزيارة العيادة بعد 4 أسابيع مشيًا على قدميه.

وفي الختام وجه الدكتور ناجي مسعود الشكرَ للفريق الطبي المعالج على جهوده المميزة؛ مشيرًا إلى أن هذه الجراحة تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، والتاسعة والثلاثين على مستوى العالم، ونظرًا لأهميتها قامت مجلة "PUPMED" الطبية الأكثر شهرة عالميًّا بنشر هذا الإنجاز الطبي.