الخميس 19 ديسمبر 2024 03:54 مساءً
الزناتى : الهدف تحقيق الكسب المشترك بين الدولتين دون التدخل فى شئون الداخلية
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، ألقى السفير الصيني لياو ليتشيانج كلمة مؤثرة في مقر نقابة الصحفيين المصرية. في هذه الكلمة، أبرز أهمية التعاون الثنائي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. تناول السفير أيضًا رؤية الصين حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مع التأكيد على ضرورة التعاون والتضامن بين الدول.
أشار حسين الزناتى وكيل النقابة رئيس لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين إلى أن العلاقات بين مصر والصين تمثل حجر الأساس في الحديث عن التعاون الإفريقي، مؤكدًا أن مصر كانت نقطة البداية للوجود الرسمي للصين في القارة السمراء، قائلا:" أن العلاقات الصينية المصرية مازالت نموذجا للتعاون وتحقيق الكسب المشترك بين دولتين صديقتين، وتتمسك الدولتان بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة والسعي إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، وبرزت تلك السياسة في مواقف كل منهما تجاه الآخر في مختلف المحافل الدولية وخاصة في ملفات النزاعات الإقليمية والدولية
وأوضح الزناتي فى بداية اللقاء الحوارى الذى نظمته لجنة الشئون الخارجية بالنقابة للسفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج أن حجم التجارة بين البلدين قد بلغ وفقا للمصادر الصينية الرسمية 12 مليارًا و560 مليون دولار، فى الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجارى، وأصبحت الصين من أكبر الدول الاستثمارية في مصر.
ومن جانبة أكد السفير الصيني لدى مصر، لياو ليتشيانج، خلال كلمته في نقابة الصحفيين المصرية، أن العلاقات الصينية المصرية دخلت "العقد الذهبي" في العصر الجديد، مشيرًا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، لافتا إن هذه العلاقات ليست مجرد تاريخ مشترك بل هي أساس قوي لمستقبل واعد.
أشار لياو ليتشيانج إلى أن نقابة الصحفيين المصرية تتمتع بتاريخ طويل ومكانة مرموقة، حيث تلعب دورًا محوريًا في نقل قصص مصر للعالم، وتقديم صورة إيجابية عن الشعب المصري. وأشاد بدور الصحفيين المصريين في تعزيز الفهم المتبادل بين مصر والصين، معبرًا عن شكره لجهودهم في نشر تقارير موضوعية حول الصين.
كما تطرق السفير إلى أهمية العمل المشترك بين الصين ومصر لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن رؤية الرئيس شي جين بينغ حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تدعو إلى النظر إلى تنمية الدول الأخرى كفرصة، بدلاً من تحدٍ، وتعزيز التعاون والتضامن بين الدول.
وأكد أن العلاقات الصينية المصرية ليست مجرد تاريخ مشترك، بل تمثل أساسًا قويًا لمستقبل واعد. واستعرض السفير بعض اللحظات التاريخية التي ساهمت في بناء هذه العلاقات، مشيرًا إلى دعم الصين لمصر خلال فترة تأميم قناة السويس، ولقاء الرئيس جمال عبد الناصر مع رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي.
وتناول العرض مجموعة من الصور كالتالي:-
الصورة الأولى هي اللقاء بين الرئيس ماو تسي دونغ وأول سفير مصري لدى الصين حسن رجب. موضحا أن مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة.
الصورة الثانية هي المظاهرات الداعمة لجهود مصر في تأميم قناة السويس في ميدان تيانآنمين ببكين. في يوليو عام 1956، عندما أبناء الشعب المصري نضالا شجاعا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر من أجل تأميم قناة السويس. قائلا : "قدمت الصين 20 مليون الفرنك السويسري إلى الحكومة المصرية كمساعدات نقدية، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية، وقام أبناء الشعب الصيني في كل أنحاء البلاد بالمظاهرة لثلاثة أيام متتالية.
الصورة الثالثة هي اللقاء بين رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي والرئيس جمال عبد الناصر على هامش مؤتمر باندونغ المنعقد في عام 1955، وسجل هذا اللقاء التاريخي صفحة جديدة للعلاقات الصينية المصرية. موضحا أن العام القادم يصادف الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، وأعتقد أن كثير من الدول في حركة عدم الانحياز ستقيم فعاليات تذكارية بهذا الخصوص، لأن هذا المؤتمر المهم فتح آفاقا مشرقة للتعاون بين الدول النامية في مكافحة الإمبريالية والاستعمار والحفاظ على الاستقلال، وساعدها في تحقيق انتصارات هائلة.
تواصل رفيع المستوى
وتناول السفير الإنجازات الكبيرة التي حققتها هذه العلاقات، مع تسليط الضوء على التعاون المتزايد في مجالات متعددة ، مشيرًا إلى أهمية التواصل بين الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي، والذي يشكل "القوة الإرشادية" للعلاقات الثنائية
وأوضح السفير انه منذ عام 2016، قام الرئيس شي بزيارة تاريخية لمصر، حيث عُقدت العديد من الاجتماعات التي عززت من التعاون في مختلف المجالات. وقد أجرى الرئيس السيسي ثماني زيارات إلى الصين خلال العقد الماضي، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية. وقد التقى الرئيسان 13 مرة، مما يوضح قوة العلاقات بينهما ودور الاتصال المباشر في دفع التعاون إلى آفاق جديدة.
استعرض السفير الإنجازات البارزة في التعاون العملي، مشيرًا إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 عامًا متتالية. ومن أبرز المشاريع التي نفذتها الشركات الصينية في مصر:
- أعلى برج في إفريقيا: تم بناءه بجهود صينية، مما يعكس التزام الصين بتطوير البنية التحتية في مصر.
- أول سكة حديد كهربائية في إفريقيا: يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحسين وسائل النقل في البلاد.
- مشروع تحسين شبكة الكهرباء: ساعدت الشركات الصينية في تنفيذ أكبر مشروع لتحسين شبكة الكهرباء في تاريخ مصر، مما ساهم في زيادة كفاءة الطاقة وتلبية احتياجات المواطن المصري.
كما ساهمت التكنولوجيا الصينية في مجال الفضاء، حيث أصبحت مصر أول دولة إفريقية تمتلك القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية.
*التواصل الشعبي والثقافي*
أكد السفير على تزايد اهتمام المصريين بدراسة الثقافة واللغة الصينية. حيث أدرجت اللغة الصينية في المناهج الدراسية الوطنية، وفتحت حوالي 30 جامعة مصرية كليات متخصصة في اللغة الصينية. كما تم تأسيس ثلاثة معاهد كونفوشيوس في مصر، مما ساهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين.
نُظمت العديد من الفعاليات الثقافية، مثل "عيد الربيع السعيد" و"أسبوع السينما الصينية"، التي لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل الشعب المصري. كما شهدت العلاقات الثقافية ازدهارًا من خلال المعارض والأنشطة التي تعزز من الروابط التاريخية بين البلدين.
أوضح السفير أن العلاقات الصينية المصرية تمثل نموذجًا للعلاقات الدولية من نوع جديد، حيث يتعاون البلدان بشكل وثيق في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة. وقد حضر قادة البلدين العديد من الأحداث العالمية، مثل منتدى "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني العربي، مما يعكس التزامهما بالمصالح المشتركة للدول النامية.
في ختام كلمته، أكد السفير لياو على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين الصين ومصر، مشيرًا إلى أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك. ودعا إلى تكثيف التواصل بين الشعبين وتعزيز الفهم المتبادل.
كما أكد السفير على أهمية تطوير التعاون في مجالات جديدة، مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، معربًا عن أمله في أن يحقق التعاون بين البلدين إنجازات جديدة في المستقبل القريب.
تأتي هذه الفاعلية في وقت يشهد فيه العالم تحديات متعددة، مما يجعل من الضروري تعزيز الفهم المتبادل وتعميق الروابط الثقافية والسياسية بين مصر والصين.