18 ديسمبر 2024, 7:57 مساءً
في موقف إنساني نبيل يجسد أسمى صور التسامح والشجاعة، تنازل المواطن عبد اللطيف العطوي عن حقه في القصاص من قاتل ابنه، مقدماً درساً خالداً في العفو الذي يتجاوز حدود الألم، ليصبح رمزاً للرحمة والإصلاح، حيث أظهر هذا القرار الاستثنائي، الذي اتخذه رغم معارضة أسرته، أن العفو ليس فقط تسامحاً، بل هو قوة وسمو أخلاقي يُصلح النفوس ويعيد الأمل.
وفي التفاصيل، تحدث عبد اللطيف العطوي عن تلك اللحظة العصيبة لبرنامج الراصد قائلاً: "والله، كانت اللحظة الأصعب في حياتي. وقفت في ساحة القصاص، والقلب يملؤه الحزن، لكن ميلي للعفو كان أقوى من كل المشاعر. قبل تنفيذ الحكم، توجهت إلى مدير السجن ورئيس لجنة إصلاح ذات البين، الذين ذكروني بالله، وسألوني إن كنت أود قول شيء. قلت: نعم."
وأضاف: "تقدمت إلى القاتل وقلت له: يا عبد الرحمن، عاهدني أن تلتزم بالصلاة وتكبيرة الإحرام أربعين يوماً متواصلة، من فعل ذلك فله براءتان من الشرك والنفاق.. أنا على يقين أن من يلتزم بهذه العبادة بإخلاص ستتغير حياته للأفضل.. رسالتي لكل شباب المسلمين في كل مكان: مهما كانت الأخطاء، فإن الله رحمن رحيم، والتوبة طريق النجاة.”
وأوضح العطوي أن قراره بالعفو لم يكن سهلاً، خاصةً مع معارضة أفراد أسرته. وقال: "أسرتي كانت معارضة بشدة لهذا القرار، لكنني لجأت إلى الله بالدعاء، وسألت الله أن يُلين قلوبهم. وبفضل الله، وقفوا إلى جانبي في النهاية. والله، لو عرضوا عليّ مئة مليون ريال، لما فرحت بها كما فرحت بهذا العفو. إنه فرحة لا تُقدر بثمن."
وأشار إلى الدعم الذي لقيه من أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، قائلاً: “احتضان الأمير لأبنائي ودعمه لقراري كان لحظة عظيمة ستبقى في ذاكرتي. فرحة أبنائي وأسرتي بهذا العفو لا توصف.”
وانتشر موقف العطوي الإنساني المؤثر في أنحاء المملكة، حيث حظي بثناء واسع من مختلف المناطق. اتصالات ورسائل من أشخاص يعرفهم وآخرين لا يعرفهم كانت شاهدة على الأثر الكبير لهذا القرار النبيل.