الأربعاء 18 ديسمبر 2024 07:30 مساءً
لم تكن خسارة فريق الأهلى أمام باتشوكا المكسيكى فى نصف نهائى كأس انتر كوينتننتال مجرد ضياع حلم التأهل لنهائى بطولة، كان يراود كل أهلاوى لأكثر من سبب، الثأر من باتشوكا الذى أطاح بالأهلى فى مونديال الأندية 2008 «ربع النهائى» رغم تقدم الأهلى بقيادة مانويل جوزيه بهدفين نظيفين، ونجح الفريق المكسيكى فى تسجيل هدفين فى الشوط الثانى، وفرض وقتًا إضافيًا وحسمه بإحراز هدفين وسط دهشة الجميع.
فكان لقاء الدوحة ثأرًا تلاشى بركلات الترجيح، والغريب أن يتقدم الأهلى هذه المرة بهدفين نظيفين من خلال ركلات الترجيح ويحول المنافس خسارته إلى تعادل 3/3 مع نهاية الركلات الخمسة، ويفوز فى النهاية 6/5.. مفارقة غريبة، هل هى إرادة التحدى أم الرغبة والتصميم مهما كان الأمل شبه مستحيل!
وزاد من طموح الأهلى للوصول للنهائى الرغبة فى مواجهة الريال الذى يعانى حاليًا، وإمكانية الفوز وحصد كأس العالم لأول مرة فى تاريخ الأهلى، ووقتها يُعد إنجازًا ربما لن يتكرر مستقبلًا مع تحديات وصعوبات بدءًا من بطولة كأس العالم «2025».
وأفرز نصف نهائى «الإنتر كوينتننتال» واقعًا مؤلمًا تكسرت فيه أحلام الأهلى فى مونديال الأندية على صخرة مواجهات أمريكا الجنوبية أو الأوروبية، ومنذ بداية الأهلى مشاركاته فى كأس العالم للأندية عام 2006 لم يستطع التغلب إلّا على فرق آسيوية أو أمريكا الشمالية أو الأقيانوسيا وحتى فرق أمريكا الشمالية لم يستطع الفوز عليها كلها وآخرها فريق باتشوكا المكسيكى الذى أطاح به من بطولة انتركونتننتال وهزمه ثانية فى تاريخ مواجهات الفريقين.
هى رسالة لرئيس اتحاد الكرة هانى أبو ريدة، والحاجة الملحة لإحداث تطوير حقيقى فى مسابقة الدورى المصرى واتخاذ خطوات جادة لتحقيق المنافسة القوية الحقيقية، لا سيما أن مستويات أقوى بطولات القارة «دورى الأبطال الأفريقى» متواضعة لأن الموهوبين الحقيقيين يتجهون للاحتراف الأوروبى ويبقى الفرز الثالث أو الرابع ينافس بدورى الأبطال، وتنحصر بطولاته بين فرق مصرية «الأهلى» أو مغربية وتونسية أو جنوب أفريقيا لوجود فوارق فى نوعية اللاعبين ورغبة اللاعب المصرى «شبه الموهوب» فى البقاء بالدورى المصرى لحصوله على تعاقد من ناديه يفوق احترافه الخارجى ما يقلل من الدافع للاحتراف الخارجى.
ما حدث فى بطولتى انتركونتننتال «البطولة الحالية بقطر» وقبلها كأس العالم للأندية وتوقف الطموح الأهلاوى عند نقطة معينة تكشف صعوبة أن ننافس أوروبا وأمريكا الجنوبية مستقبلًا فى حال عدم تجديد الفكر الكروى فى مصر «مسابقات، وإدارة، وتسويق، واحتراف خارجى، والنظرة الشمولية المختلفة للكرة المصرية بما يواكب التطور العالمى، وقبل كل هذا قوة الاتحاد أمام الأندية خاصة الكبار.
توقف الطموح الأهلاوى ليس مسئولية إدارة الأهلى فقط، بل مسئولية من يدير الكرتين المصرية والأفريقية فـ الطريقين جسر عبور للاحتكاك بالكرة العالمية ممثلة فى كأس العالم للأندية.
والحقيقة المُرة للكرة المصرية تنكشف عند مواجهة منتخبات أفريقية من العيار الثقيل للتأهل للمونديال ناهيك عن كأس العالم للمنتخبات نفسه «اللى حكايته حكاية»، وآخر مشاركة مصرية بمونديال روسيا 2018 جاء منتخب مصر فى المركز الأخير الـ32.. فهل وصلت الرسالة؟!