18 ديسمبر 2024, 4:52 مساءً
يعد داء السكري هو أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في العالم، يشكل تحدياً صحياً عالمياً يؤثر على قدرة الجسم في معالجة الغلوكوز، ومع ذلك، يعاني الكثير من المصابين من التأخر في التشخيص، إما بسبب تجاهل العلامات المبكرة أو نسبها لأسباب أخرى، مما يعرضهم لخطر مضاعفات صحية جسيمة تشمل تلف الأعصاب، وأمراض القلب، ومشاكل الكلى.
العطش المفرط والتبول المتكرر هما من أولى الأعراض التي قد تنذر بوجود السكري، فارتفاع مستويات السكر في الدم يضع الكلى تحت ضغط كبير لتصفية الغلوكوز الزائد، مما يؤدي إلى فقدان السوائل بشكل كبير عبر البول، ويترك المصاب في حالة عطش دائم.
هذا الأمر قد يترافق مع فقدان الوزن غير المبرر، حيث يلجأ الجسم إلى تكسير الدهون والعضلات كمصدر بديل للطاقة، عندما يعجز عن استخدام الغلوكوز بشكل طبيعي.
ورغم تناول الطعام بانتظام، يشعر المصابون بالسكري غالباً بجوع مستمر، والسبب يعود إلى عدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الغلوكوز في مجرى الدم نتيجة نقص الأنسولين أو عدم فعاليته، ما يترك الجسم في حالة بحث دائم عن الطاقة.
على الجانب الآخر، قد يظهر السكري في صورة رؤية ضبابية، نتيجة تأثير السكر المرتفع على الأوعية الدموية الدقيقة في العين، إضافة إلى ذلك، يؤدي السكري إلى إبطاء شفاء الجروح وزيادة القابلية للإصابة بالعدوى بسبب تأثيره السلبي على الأوعية الدموية والدورة الدموية، مما يعيق توصيل العناصر الغذائية الضرورية للمناطق المصابة.
ويشدد الأطباء على أهمية مراقبة هذه الأعراض واستشارة الطبيب فور ملاحظتها، التدخل المبكر يمكن أن يكون حاسماً في منع تفاقم المرض، إذ يُوصى باتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل تناول السكريات، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام.
التوعية بهذه العلامات الصامتة قد تكون مفتاحاً للحفاظ على الصحة ومنع وقوع مضاعفات خطيرة، لذا لا تتجاهلها واحرص على اتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة لحماية حياتك.