عثر مواطنون سوريون على بقايا هياكل عظمية لمعتقلين أخفاهم النظام السوري موضوعة في أكياس وملقاة على جانب الطريق بالقرب من مطار دمشق الدولي، ولم تعرف هوية أصحاب تلك الجثث.
وعلى مدار سنوات اتخذ النظام السوري البائد من الإخفاء القسري أداة لتصفية السوريين بعد قضاءهم سنوات تحت التعذيب حتى تطحن عظامهم وتُلقى في مقابر جماعية في أكثر من منطقة، وبعد فتح ما أمكن من السجون وأماكن الاحتجاز وخروج نحو 50 ألف معتقل.
تبين أن الغالبية العظمى هم من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم، ما شكّل صدمة كبيرة لدى عائلات المفقودين خاصة من كان في سجن صيدنايا العسكري حيث قدرت أعداد المفقودين في هذا السجن وحده قرابة 4000 دون وجود توثيق رسمي لهم، ما فتح باب التكهنات حول مصير عشرات الآلاف من المعتقلين في سوريا.
وقام نظام الأسد بتوثيق عمليات التعذيب والإعدام واستخدام الأسلحة الكيميائية وحالات الاختفاء الجماعي على نطاق واسع، وأشرفت سلسلة من القيادات برئاسة الأسد على “بيروقراطية الموت” التى وضع أسسها والده حافظ الأسد. وعمل النظام السوري على إنشاء العديد من المقابر الجماعية بسبب القتل الممنهج والأعداد الكبيرة من المعتقلين الذين فقدوا حياتهم بسبب تنفيذ أحكام الإعدام أو الموت تحت التعذيب أو الموت بسبب المرض وسوء أوضاع المعتقلات، وقد كان للأفرع الأمنية دور كبير بإنشاء مقابر جماعية خاصة بسبب العدد الكبير للمعتقلين والمحكومين إعدام.
كم مقبرة جماعية؟
مقبرة القطيفة
القطيفة في محافظة ريف دمشق، والتي تقع بالقرب من مركز قيادة الفرقة الثالثة في الجيش السوري على بعد حوالي 40 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق. وهناك أدلة تشير إلى أن العديد من المعتقلين السابقين دُفنوا في مقابر جماعية في مواقع بالقرب من القطيفة على بُعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق دمشق.
ويقول المسؤولون المحليون هناك إن آلافا دُفنوا سرا بين عامي 2013 و2015، ولكن قطعة الأرض تلك تم تجريفها قبل عامين وأصبحت موقعا لقاعدة لحزب الله اللبناني وتوجد فيها الآن مركبات عسكرية مهجورة ومعدات اتصال.
مقبرة نجها
في مدينة نجها يتوقع أنه تم إنشاء مقبرة جديدة بجوار المقبرة القديمة حيث تم حفر خنادق كبيرة لدفن جثث معتقلين قضوا بسبب التعذيب أو تنفيذ أحكام الإعدام حيث تم نقلهم إليها بواسطة شاحنات أو برادات كبيرة.
مقبرة حسياء
هذه المقبرة يتم دفن الأشخاص فيها من مشفى تشرين ومشفى حرستا ومشفى 601 العسكري وهذه المقبرة عليها حراسة عسكرية من قبل الأمن العسكري مفارز الطريق.
جديدة الفضل
قرب حقل الرمي حيث حفر عدد من المقابر داخل في جديدة الفضل قرب مدينة دمشق من قبل الأمن العسكري وأمن الدولة. وكما حفرت قوات النظام أثناء الاقتحامات مجموعة من المقابر الجماعية مباشرة كمقبرة الملازم أول أمجد يوسف في حي التضامن، والتي انتشرت عبر وسائل الإعلام، ومقبرة جرمانا من جهة إدارة الدفاع الجوي.
أذرع النظام في التعذيب
ونشرت صحيفة التايمز تقريرا ذكرت فيه أسماء الأفراد المتورطين بـ”جرائم” نظام الأسد، مشيرا إلى كثرتهم، فهناك الآلاف من الضباط وعناصر الأمن الفارين هربا من المساءلة، وخص التقرير ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة، وهو مسؤول عن سياسة “القمع الهمجي” وتهريب الكبتاغون، وعلي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السابق وأحد أبرز قادة الأجهزة الأمنية، وجميل حسن رئيس استخبارات القوات الجوية، وهو متهم بإدارة عمليات تعذيب وقتل واسعة.
وبحسب الصحيفة فإن ملف سوريا سيكون أكبر بكثير من محاكمة نورمبرغ”، التي تخصصت في محاكمة قادة النظام النازي. ونوه التقرير بأن الأمن الذي أعطته روسيا لبشار وعائلته لن يدوم طويلا، فروسيا، كما ذكر وايلي، قد تضحي بالأسد وتسلمه لتحقيق مصالحها الإستراتيجية مع أي حكومة سورية جديدة، كما فعلت سابقا مع دكتاتوريين آخرين كشارلز تايلور (من ليبيريا)، ولوران غباغبو (من ساحل العاج)، ولن يأخذ تسليمه أكثر من 3 سنوات.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط