دعت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” اليوم السبت، إلى وقف فوري للاقتتال الداخلي وإخماد نار الفتنة، مؤكدة أن حماية الوطن تكون بالاصطفاف إلى جانب المقاومة في مواجهة الاحتلال، وليس بالاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
حذّرت الجبهة من تفاقم حالة الاحتقان والتوتر المتصاعدة في جنين ومخيمها منذ عدة أيام، إثر اقتحام المخيم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مما أدى إلى استشهاد أحد قادة كتيبة جنين. وأكدت أن حماية الوطن لا تكون إلا بدرء الفتنة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال، ودعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى القيام بدورها كدرع واقٍ وسياج حامٍ للمواطنين وممتلكاتهم وللمقاومة الباسلة، التي تعد خيار الشعب لكنس الاحتلال وتجسيد حقوقه الوطنية.
دعت الجبهة إلى حل الخلافات بوسائل الحوار المسؤول، بعيداً عن الحلول الأمنية التي قد تلحق أضراراً فادحة بالنسيج الوطني والسلم الأهلي، وبمساعي استعادة الوحدة الوطنية في هذه الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها منذ خمسة عشر شهراً.
يُذكر أن مخيم جنين يشهد منذ الساعة الرابعة فجر اليوم اشتباكات عنيفة، بعد أن اقتحمته قوة كبيرة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من ثلاثة محاور رئيسية، ونشرت قناصة على بعض المباني. وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد الشاب يزيد جعايصة، أحد القادة البارزين لـ”كتيبة جنين – الجهاد الإسلامي”، والمطلوب لقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد على أربع سنوات.
تندلع عادةً اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامناً مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين وعدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوماً من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وقد خلّف العدوان نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط