أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في السودان، مع رفض كينيا الاتهامات بدعم هذا الكيان
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، بالتعاون مع حلفاء عسكريين وسياسيين، تشكيل حكومة موازية تنافس الحكومة الموالية للجيش السوداني، وهو ما أثار توترات دبلوماسية كبيرة بين السودان وكينيا.
وقّع أطراف الاتفاق هذا الميثاق خلف أبواب مغلقة في نيروبي، واعتبروا أن الحكومة الجديدة ستشكل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
عبّر ممثل الولايات المتحدة جون كيلي عن موقفه في اجتماع لمجلس الأمن، موضحًا أن محاولات قوات الدعم السريع وحلفائها لتشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لا تساهم في تحقيق السلام في السودان، بل تزيد من خطر تقسيم البلاد.
أيّدت السفيرة البريطانية باربرا وودورد هذا الرأي، مؤكدة أن احترام سيادة السودان ووحدته أمر ضروري لإنهاء الحرب بشكل مستدام. دعت إلى أهمية الحفاظ على وحدة السودان واحترام حقوقه المنصوص عليها في المواثيق الدولية.
حذّر السفير الصيني فو كونغ من أن خطوة تشكيل حكومة موازية تهدد بزيادة تفكك السودان، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تخلق مزيدًا من الانقسام في البلاد.
كما أبدى ممثل فرنسا موقفًا مماثلاً، معبرًا عن القلق حيال التداعيات المحتملة لهذه التحركات على استقرار السودان.
دعا نائب السفير الجزائري توفيق العيد كودري، الذي يمثل الأعضاء الأفارقة في المجلس، إلى ضرورة وضع مصلحة السودان الوطنية فوق كل الاعتبارات.
طالب قوات الدعم السريع وحلفاءها بالتركيز على وحدة السودان وسلامته باعتبارهما الأولوية القصوى، وشدد على ضرورة الحفاظ على استقرار البلاد.
استنكر السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، تشكيل هذه الحكومة ووصفه بأنه انتهاك غير مسبوق لميثاق الأمم المتحدة ودستور الاتحاد الإفريقي. اتهم كينيا بالضلوع في دعم هذا التحرك، واعتبره محاولة لتفكيك السودان وإضعافه.
نفى السفير الكيني إيراستوس لوكالي هذه الاتهامات وأكد أن حكومة كينيا والرئيس وليام روتو لم يعترفا بأي كيان مستقل داخل السودان أو خارجه. أوضح أن كينيا تدعم وحدة السودان واستقراره، ولا تشارك في أي محاولات لتقسيمه.
اندلعت الحرب في السودان بعد تصاعد الخلافات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حول السيطرة على الحكومة والقوات المسلحة.
أدت هذه الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مما جعل السودان يعاني من أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. اتهم كلا الطرفين بارتكاب فظائع ضد المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من قادتهما.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
