![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/hq720-4.jpg)
في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من فبراير، انحنى الطاغية حسني مبارك أمام إرادة الشعب المصري، بعد عقود من الاستبداد والقمع والفساد. كان ذلك اليوم بمثابة الحلم الذي راود ملايين المصريين الذين خرجوا في ميادين الثورة، مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
لكن، وبعد سنوات من ذلك الحدث التاريخي، ورغم كل الآلام والجراح التي خلفها الانقلاب العسكري، لا تزال ثورة يناير حية في القلوب والعقول. لم تكن مجرد انتفاضة عابرة، بل كانت زلزالًا ضرب أركان الاستبداد، ورسّخ وعيًا جمعيًا لن يموت مهما حاول الطغاة طمسه أو تشويهه.
ما جرى بعد 11 فبراير 2011 كشف حقيقة الصراع في مصر؛ فالمؤسسة العسكرية التي قدمت نفسها كحامية للثورة، سرعان ما كشرت عن أنيابها وانقلبت على المسار الديمقراطي الوليد. لم يكن هدفها حماية إرادة الشعب، بل إعادة إنتاج الاستبداد بوجوه جديدة أكثر بطشًا.
لكن، ورغم القبضة الأمنية، والتضليل الإعلامي، وحملات القمع الوحشية، لا يزال المصريون يحتفظون بيقينهم بأن ثورة يناير لم تنتهِ. ربما خفت وهجها تحت وطأة البطش، لكنها لم تُهزم. فالأوضاع المتردية، والانهيار الاقتصادي، والتدهور السياسي، كلها شواهد على أن نظام القمع لا يملك حلولًا، وأن انفجارًا جديدًا قد يكون أقرب مما يتوقع الطغاة.
ماذا ينبغي على الشعب المصري أن يفعل لاستعادة حقوقه المشروعة؟
استعادة الحقوق المسلوبة لن تتحقق بالأمنيات وحدها، بل تتطلب وعيًا وتنظيمًا وإرادة حقيقية للتغيير. على المصريين أن يدركوا أن الاستبداد لا يُهزم إلا بوحدة الصف، وأن النضال السلمي المستمر هو السبيل الوحيد لإعادة مصر إلى مسارها الطبيعي.
1. التوعية الشعبية: لا بد من نشر الوعي بحقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدًا عن التضليل الإعلامي، وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الثورة وكشف جرائم النظام.
2. توحيد القوى الوطنية: لن يسقط الاستبداد ما دام معارضوه متفرقين. على القوى الوطنية بكافة توجهاتها تجاوز الخلافات الثانوية، والالتفاف حول مشروع وطني جامع يعيد للشعب حقوقه.
3. مقاومة القمع بكل السبل المشروعة: من خلال وسائل الضغط السلمي، مثل العصيان المدني، والاحتجاجات المنظمة، والمقاطعات الاقتصادية، وفضح الانتهاكات الحقوقية داخليًا وخارجيًا.
4. الرهان على الصمود: لم يكن الطريق إلى الحرية يومًا سهلًا، لكن التاريخ يثبت أن الشعوب التي تصبر وتناضل من أجل حقوقها تنتصر في النهاية. الاستبداد زائل، ومصر لن تبقى رهينة لحكم الفرد إلى الأبد.
11 فبراير ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد على أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الثورة فكرة، والفكرة لا تموت. وعلى المصريين أن يدركوا أن استعادة حقوقهم ليست خيارًا، بل ضرورة لبناء مستقبل يليق بهم وبوطنهم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط