أعلنت النرويج رفضها التصريحات الإسرائيلية التي دعت إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدة أن مثل هذه الخطوات تتعارض مع القانون الدولي وتنتقص من الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
قال أندرياس كرافيك، نائب وزير الخارجية النرويجي، “فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني، وللشعب الفلسطيني حق أساسي ومستقل في تقرير مصيره وإنشاء دولته الخاصة”.
دعم النرويج لحق الفلسطينيين
التصريحات الإسرائيلية التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي دعت الدول المعترضة على ممارسات إسرائيل إلى استقبال الفلسطينيين في أراضيها، أثارت استنكارات دولية واسعة. وردت النرويج بتجديد موقفها الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومحاربة الإجراءات غير القانونية التي تهدد استقرار المنطقة.
أضاف كرافيك أن تهجير الفلسطينيين من غزة أو غيرها ليس فقط انتهاكاً للقانون الدولي، ولكنه يمس بجوهر حق الشعوب في تقرير مصيرها. وقال: “تظل النرويج ملتزمة بدعم تسوية سلمية وشاملة تستند إلى حل الدولتين، حيث يتعايش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب ضمن حدود معترف بها وآمنة”.
تصريح قوي لدعم العدالة الدولية
أكدت الخارجية النرويجية أن تصريحاتها تعكس موقفاً راسخاً يتمثل في دعم القانون الدولي وحقوق الإنسان، ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف صفاً واحداً أمام أي محاولات لتهجير السكان أو حرمانهم من حقوقهم السيادية.
وقال كرافيك ختاماً: “آن الأوان لتعزيز الحوار والعمل المشترك بدلاً من القفز إلى الحلول الأحادية التي لن تسهم إلا في زيادة التوترات”.
ولفت إلى أن هذا الحق يشكل أساس خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947، والتي أدت لاحقًا إلى اعتراف النرويج ودول أخرى بإسرائيل في 1949.
وأوضح أن هذا الموقف بشأن حق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم تم تأكيده من خلال قرارات مختلفة للأمم المتحدة، وكذلك من قبل محكمة العدل الدولية.
وشدد نائب وزير الخارجية النرويجي على أن “إرسال الفلسطينيين قسرا من الأراضي المحتلة إلى دول أخرى يخالف القانون الدولي”.
ووفقا للتلفزيون الإسرائيلي “كان”، طلب وزير الدفاع كاتس من الجيش إعداد خطة لتهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة.
وجاء هذا الطلب في إطار تنفيذ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اقترح نفي الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، بما في ذلك مصر والأردن.
وأوضح كاتس أن الخطة ستشمل إجلاء الفلسطينيين عبر الطرق البرية والبحرية والجوية.
كما أعرب عن ترحيبه بتصريحات ترامب، مشيرا إلى أن كندا أبدت استعدادها في السابق لاستقبال فلسطينيي غزة.
واعتبر كاتس أن دولًا مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، التي تنتقد إسرائيل، “ملزمة” باستقبال الفلسطينيين من غزة.
وكشف ترامب الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط