حذر الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ردّ فعل الرياض من تصريحاته حول “التطهير العرقي” بغزة في حال قدم لزيارة المملكة، مؤكداً أنه سيتلقى تحذيراً واضحاً.
جاء ذلك خلال ظهور الأمير تركي، أمس الأربعاء، على قناة “سي إن إن” الأمريكية، للحديث عن المخطط الذي طرحه ترامب بخصوص ترحيل سكان غزة الذي أثار رفضاً عربياً ودولياً واسعاً.
وقال الفيصل: إن ترامب “إذا جاء (إلى السعودية) فسوف يتلقى تحذيراً من القيادة هنا حول عدم حكمة ما يقترحه، والظلم الصريح والظلم الذي يتجلى حقاً في هذا الاقتراح بالتطهير العرقي، ليس فقط من غزة ولكن ما يحدث في الضفة الغربية”.
وشدد على أنه “من الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يتسامح معه مجتمع عالمي”، مؤكداً أن “المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين بل هي الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف: “كانت كل هذه الأمور سياسة أمريكية حتى هذه الصياغة الأخيرة التي اختارها السيد ترامب لاستخدامها في الادعاء بأنه يريد تحسين الأمور بينما في الواقع ستحول الأمور إلى مزيد من الصراع وإراقة الدماء”، لافتاً إلى أن ما طرحه ترامب “غير قابل للاستيعاب”.
وأشار إلى أن السعودية قادت التجمع الدولي لحل الدولتين، مشدداً على ضرورة وجود عمل مشترك لأخذ ملف تهجير الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة حتى يصبح هناك موقف أممي ودولي ضد هذا الاتجاه “الجنوني”.
وظهر الفيصل خلال اللقاء على المحطة الأمريكية مرتدياً شماغاً بألوان الكوفية الفلسطينية، بدلاً من الغترة البيضاء التي يظهر بها في المقابلات.
وكان الفيصل وجه، في مقال بصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية رسالة إلى الرئيس الأمريكي، بعد دعوته لتهجير الفلسطينيين من غزة، قائلاً له إن “الشعب الفلسطيني ليس مهاجراً غير شرعي ليتم ترحيله إلى أراض أخرى”.
وأكد أن الأراضي التي يعيش فيها الفلسطينيون “هي أراضيهم، والمنازل التي دمرتها إسرائيل هي منازلهم، وسوف يعيدون بناءها كما فعلوا ذلك بعد الهجمات الإسرائيلية السابقة عليهم”.
وأوضح أن أغلب سكان غزة “لاجئون طردوا من ديارهم في ما أصبح الآن إسرائيل والضفة الغربية بسبب الهجوم الإسرائيلي الإبادي السابق عليهم في حربي 1948 و1967”.
وتابع: “إذا كان من المقرر أن يتم إبعادهم من غزة فينبغي السماح لهم بالعودة إلى ديارهم وبساتين البرتقال والزيتون في حيفا ويافا وغيرهما من المدن والقرى التي فروا منها أو طردوا منها بالقوة على يد الإسرائيليين”.
وفي إشارة إلى المستوطنين للأراضي الفلسطينية، قال الأمير السعودي: “لقد سرق عشرات الآلاف من المهاجرين الذين قدموا إلى فلسطين من أوروبا وأماكن أخرى بعد الحرب العالمية الثانية بيوت الفلسطينيين وأراضيهم، وأرعبوا السكان، وشاركوا في حملة تطهير عرقي”.
كما لفت إلى أن أمريكا والمملكة المتحدة، المنتصرتان في الحرب حينها، “وقفت إلى جانب عمليات الإخلاء القاتلة للفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم، بل وساعدت في تسهيلها”.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط