استضافت مدينتا ريسيفي وأوليندا شمال شرق البرازيل، النسخة الـ14 من “مهرجان الاتحاد الوطني للطلاب (UNE)”، الذي يجمع آلاف الشباب من مختلف أنحاء البلاد تحت شعار “الشارع هو مسرحنا الرئيسي”.
دعم القضية الفلسطينية في المهرجان الطلابي
وتميزت النسخة الحالية بتنظيم فعالية “فلسطين حرة”، التي شهدت مشاركة رئيس اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل “فيبال”، وليد رباح، إلى جانب وقفة تضامنية واسعة تعبيرًا عن الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
وشكلت فعالية “فلسطين حرة” رمزًا لالتزام الشباب البرازيلي بالقضية الفلسطينية، ما يعزز روابط التضامن بين الطلاب في البرازيل والشباب الفلسطيني في نضالهم المشترك من أجل الحرية والعدالة.
حضور القضية الفلسطينية في الأوساط الطلابية البرازيلية
بدوره أكد، رئيس (فيبال)، وليد رباح، أن “الرفض الواسع للإبادة الجماعية في فلسطين يحظى بدعم أغلبية الشعب البرازيلي، خصوصًا في الأوساط الطلابية والجامعية”.
وأشار إلى أن “البرازيل تتميز بوجود كيانات طلابية وطنية مثل اتحاد طلاب المدارس الثانوية البرازيلية (UBES) واتحاد الطلاب الجامعيين (UNE)، مما يسهل تنسيق خطاب موحد على مستوى البلاد، ويسمح للكيانات الطلابية بتبني مواقف واضحة تجاه القضايا الدولية.”
وأوضح رباح، في حديث لـ”قدس برس”، أن “فيبال” تبنّى استراتيجية للتواصل مع المنظمات العامة الأخرى، مثل النقابات والحركات العمالية والنسوية والشبابية، إلى جانب الكيانات المناهضة للتمييز العنصري، بهدف تعزيز دعم القضية الفلسطينية ضمن الأجندات الطلابية.
وأضاف أن “الجهود المبذولة نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة اهتمام الحركات الطلابية والاجتماعية، كما كان الحال في الماضي، عندما كانت خطابات ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية من أبرز لحظات المؤتمرات الطلابية.”
دور الطلاب في التصدي لدعاية الاحتلال
وأشار رباح إلى أن “الشباب يتمتعون بوعي متزايد بالقضايا الإنسانية ويمتلكون حساسية أكبر تجاه الاحتلال، وهو ما يفسر دورهم البارز في كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث قادوا حملات لفضح التواطؤ الحكومي والشركاتي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين”.
وأوضح أن “ذلك دفع المنظمات الصهيونية إلى شن حملات اضطهاد وتشويه ضد الطلاب والأساتذة في الجامعات الكبرى، ما أدى إلى فصلهم من مؤسساتهم التعليمية.”
رسائل فعالية “فلسطين حرة”
وتضمنت فعالية “فلسطين حرة” دعوات لقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك إنهاء اتفاقيات التعاون بين الجامعات البرازيلية ونظيراتها في فلسطين المحتلة.
كما سُلّط الضوء على تزايد الاهتمام الأكاديمي بالقضية الفلسطينية، مع تصاعد الأبحاث الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه التي تتناول فلسطين، متجاوزة الدراسات ذات الطابع “الصهيوني”.
وشملت المطالبات بحسب رباح، “إعادة كتابة المناهج الدراسية البرازيلية التي لا تزال تعكس سرديات مشوهة عن القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تعديل السياسات الإعلامية والثقافية للحد من تأثير الدعاية (الصهيونية)”.
واعتبر رباح أن من أبرز الأهداف المطروحة إنهاء “الحياد الزائف”، بحيث “لا يُفرض وجود ممثل صهيوني في النقاشات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تُناقش، بل تُدان وتُحارب”.
وعي متزايد بالقضية الفلسطينية في البرازيل
أكد رباح أن “الوعي بالقضية الفلسطينية في البرازيل يشهد تحولًا غير مسبوق، رغم محاولات الإعلام المهيمن التلاعب بالرأي العام.
وأوضح أن الشباب البرازيلي أكثر إدراكًا لعدالة القضية الفلسطينية اليوم، وهو ما يعكس تغيرًا جوهريًا في الرأي العام ومستقبل السياسة البرازيلية.”
يُذكر أن مهرجان الاتحاد الوطني للطلاب هو حدث ثقافي وفني وأكاديمي ينظمه الاتحاد الوطني للطلاب في البرازيل (UNE).
ويُعد هذا الحدث أحد أكبر المهرجانات الطلابية في أمريكا اللاتينية، حيث يجمع آلاف الطلاب من مختلف أنحاء البرازيل للمشاركة في أنشطة ثقافية، فنية، أكاديمية، وسياسية. وقد عُقدت النسخة الأولى منه عام 1999.
يُشار إلى أن اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل (فيبال) تأسس عام 1979، ويُعد الكيان القانوني والرسمي الذي يمثل الشتات الفلسطيني على الأراضي البرازيلية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط