بدأت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس“ عبر وسطاء سلسلة من المحادثات السرية لوضع إطار جديد لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وظهرت احتمالية عقد اجتماع في قطر خلال الأسبوع المقبل مما يثير التساؤلات حول مدى صلابة الاتفاقات السابقة وما تحمله المرحلة القادمة من تعقيدات
ترأس وفد حماس إلى القاهرة محمد درويش رئيس مجلسها القيادي في زيارة رسمية لمناقشة مستجدات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل
أكدت الحركة أن المحادثات التي يقودها الوفد تهدف إلى التوصل لاتفاقات طويلة الأمد في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة تحديات سياسية وإنسانية كارثية
وضعت حركة حماس على طاولة المفاوضات قائمة بأسماء 25 أسيراً إسرائيلياً قيد الحياة من أصل 33 أسيراً منتظراً إطلاق سراحهم وفق المرحلة الأولى من الاتفاق هذه الأرقام أثارت حالة من الغضب والجدل داخل الأوساط الإسرائيلية وسط توقعات بتعقيد المفاوضات أكثر من المتوقع في الأسابيع المقبلة
أعلنت إسرائيل نيتها الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في مقابل تسليم حماس جثث 8 جنود إسرائيليين مما يشير إلى تشابك المصالح وتضارب الأولويات لدى الطرفين وصفت بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية هذا الوضع بأنه محاولة لإطالة أمد المفاوضات مع تحميل الأطراف المزيد من الضغط السياسي والعسكري
أكدت إسرائيل أنه لا عودة للفلسطينيين النازحين إلى شمال قطاع غزة إلا بعد الإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود التي أصبحت ورقة ضغط أساسية على طاولة التفاوض تهديدات نتنياهو المستمرة تشير إلى احتمال انهيار المفاوضات في أي لحظة خاصة بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية استيائها من تراجع حماس عن بعض البنود
في إطار التحركات الأميركية تجاه الصراع زار مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستيف ويتكوف السعودية ومنها إلى إسرائيل لمناقشة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية وسط تصاعد التوترات في المنطقة أثارت تصريحات ويتكوف حفيظة العديد من الدوائر السياسية حيث اعتبروا التدخل الأميركي محاولة لتوجيه مسار المفاوضات لصالح إسرائيل
أعادت مصر والأردن تأكيد رفضهما لأي مخططات تهدف إلى تهجير سكان غزة إلى أراضيهم باعتبارها مؤامرة تهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه وتغيير الواقع الديمغرافي بشكل دائم تصريحات الرئيس الأميركي حول إمكانية نقل الفلسطينيين أثارت موجة غضب واسعة وأكدت القاهرة وعمّان أن مثل هذه المخططات لن تمر دون مقاومة إقليمية
في ظل هذه الأجواء المتوترة تُواصل إسرائيل تنفيذ جرائمها الإنسانية في غزة بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 أودت الهجمات الإسرائيلية بحياة أكثر من 159 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم منذ عقود تُظهر هذه الأرقام مدى عمق الجرح الفلسطيني وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع
مع استمرار المحادثات وتعقيداتها تظل الأوضاع في غزة غارقة في فوضى سياسية وإنسانية بينما يراقب العالم هذه التطورات بقلق شديد تطالب الأطراف المختلفة بوضع حد للتصعيد العسكري وتحقيق سلام مستدام يُجنِّب المنطقة كارثة أكبر
نسخ الرابط تم نسخ الرابط