أخبار عاجلة
أخبار العالم : تشيزني: لامين يامال لاعب موهوب -

عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة بعد 15 شهراً تكشف صمودهم وتفضح الاحتلال الإسرائيلي

بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين منذ صباح أمس الاثنين في العودة إلى مناطقهم في شمال غزة بعد أن أُجبروا على مغادرة منازلهم إثر الحملة الإسرائيلية الوحشية التي استمرت لأكثر من 15 شهراً في إبادة جماعية لا تعرف رحمة ولا هوادة.

لم يكن هذا مجرد عودة قسرية، بل كانت بمثابة إعادة كتابة فصل جديد من فصول التاريخ الفلسطيني الذي لا يمكن محوها مهما حاولت القوة الإسرائيلية محو الحقائق.

تحمل هذه العودة العديد من الرسائل الواضحة إلى الجميع، حيث يرفض الفلسطينيون كل محاولات الاحتلال لمحو هويتهم وطردهم من أرضهم. ليس من الممكن كسر إرادتهم، فمشاهد العودة التي عمّت شمال غزة أمس أظهرت أن الفلسطينيين لا يزالون أحياء، وأن جراحهم لن تكون سبباً لتهجيرهم مرة أخرى. تظهر هذه العودة تمسك الشعب الفلسطيني بالأرض التي تم تهجيره منها قسراً، ورسالة واضحة على صمودهم في مواجهة كافة التحديات والفظائع.

توقف الزمن في غزة لأكثر من عام ونصف، ولم تقتصر المعاناة على المعركة العسكرية، بل امتدت لتشمل تهجيراً قسرياً لملايين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم ومصيرهم في عالم أصبح فيه العيش في أمان بعيداً عن القصف والتدمير حلماً بعيد المنال. عادت الجرافات الإسرائيلية لتدمير المنازل بلا رحمة، وكل محاولة للبقاء في الأرض كانت تُواجَه بالقوة العسكرية المدعومة بطائرات ودبابات قتالية لم تترك شيئاً إلا ودمرته.

مع كل تلك المشاهد القاسية والمجزرة المستمرة، لا يزال الفلسطينيون يتمسكون بآمالهم في العودة، وفي تحقيق حلمهم في الحرية. فالفلسطيني الذي عاد أمس إلى أرضه لا يحمل إلا كرامته وإرادته، ولا يفكر إلا في استعادة حقه المفقود. رغم المعاناة والمجازر، تظهر تلك العودة الكثيرة التي يتوقعها الجميع كدليل على أن الأمل في التحرير لا يزال حياً، لا يستطيع الاحتلال تحطيمه مهما استخدم من أساليب في القمع والترهيب.

تستمر حركة حماس في التصعيد، حيث أعلنت من خلال بيان رسمي دعمها الكامل لهذا التوجه، مؤكدة أن هذه العودة ليست مجرد انتصار لأشخاص هربوا من الموت، بل هي رمز لصمود شعب بأكمله في وجه آلة القتل الإسرائيلية. كان بيان الحركة أكثر من مجرد كلمات، بل كان تحذيراً للمحتل بأن المقاومة الفلسطينية مستمرة في كل لحظة، ولن يقبل الشعب الفلسطيني الخضوع مهما كان الثمن. كما دعت الحركة إلى تكثيف حملات الإغاثة والمساعدات الإنسانية لتصل إلى كافة المناطق المتضررة في غزة، لاسيما بعد أن دمرت الحرب جميع مقومات الحياة في المنطقة.

لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يعترف بحقوق الفلسطينيين لا يتوقف عن محاولاته في تشديد الخناق على غزة. فحذرت القوات الإسرائيلية أمس من أي اقتراب من مناطق تمركز قوات الاحتلال، لا سيما في جنوب القطاع ومناطق حدودية مثل معبر رفح والمحور المعروف باسم محور فيلادلفيا. لم تقتصر التحذيرات على هذه المناطق فحسب، بل شملت أيضاً التحذير من ممارسة أي نشاط بحري، مثل السباحة أو الصيد، في المناطق الساحلية لغزة خلال الأيام القادمة.

بالرغم من ذلك، لا يهاب الفلسطينيون هذه التهديدات. فمن المعروف أن الاحتلال يعتمد في تهديداته على بث الخوف والرعب، لكنه لا يستطيع أن يكسر معنويات الشعب الفلسطيني، بل يعزز من صلابته وإصراره على العودة إلى أرضه. بفضل المقاومة الشعبية والصمود الأسطوري، يتأكد للعالم كله أن الشعب الفلسطيني لا يخشى الموت، بل يصر على العيش بكرامة على أرضه.

ينبغي أن يفهم الجميع أن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع على الأراضي، بل هو معركة من أجل البقاء ورفض للمحو. إن العودة التي بدأها الفلسطينيون إلى شمال غزة هي دعوة لجميع الأحرار في العالم للوقوف معهم في معركتهم ضد الاحتلال، وهي في نفس الوقت إنذار بأن هذه الأرض لن يقدر أحد على انتزاعها منهم. تزايد الجراح وزيادة الحصار لا تعني الاستسلام، بل تعني استمرارية النضال من أجل قضية عادلة لا تزال في قلب كل فلسطيني، من أقصى شمال غزة إلى أقصى جنوبها، في كل مخيم وكل مدينة.

تتوالى التحذيرات الإسرائيلية، لكن إرادة الفلسطينيين تتفوق على كل الحواجز. سيبقى هؤلاء المقاتلون الصامدون على الأرض يحملون علم فلسطين، وهم عازمون على استعادة حقهم مهما كانت التكلفة. وبذلك، يستمر الصراع في غزة كأحد أقوى وأعنف فصول النضال ضد الاحتلال، ليعلم الجميع أن الشعوب التي تعرف كيف تموت لا تهزم أبداً، وأن العودة هي وعد مستمر.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تصاعد الإضرابات العمالية في مصر بسبب تدني الرواتب وارتفاع الأسعار بشكل كارثي
التالى فضيحة التقاوي فساد يضرب الزراعة المصرية ويشعل غضب الفلاحين