دعا القيادي في حركة “حماس” عبد الرحمن شديد إلى ضرورة حماية فرحة الأسرى المحررين، مشددًا على أهمية تجنب أي أعمال تعكر صفو الاحتفالات في الضفة الغربية.
في تصريح خاص تلقت ” مساء اليوم السبت”، أدان شديد السلوكيات غير المقبولة لعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، التي تهدف إلى تنغيص فرحة استقبال الأسرى المحررين في إطار صفقة “طوفان الأحرار”. وأكد أن هذه التصرفات تؤدي إلى تدهور الأجواء الوطنية في يوم يعتبره الشعب الفلسطيني تاريخيًا، حيث يتم الاحتفال بتحرير عدد من الأسرى الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال.
وأضاف شديد أن هذه الاحتفالات ليست فقط مصدر فرح للأسرى وعائلاتهم، بل تمثل انتصارًا لإرادة الشعب الفلسطيني، وتاريخًا يسجل في عذاباتهم ونضالهم ضد الاحتلال. ودعا الجميع إلى احترام حقوق الأسرى وتجريم أي اعتداء على المشاركين في هذه الاحتفالات.
كما قدم شديد تهنئته القلبية إلى الأسرى المحررين المفرج عنهم في الدفعة الثانية لصفقة “طوفان الأحرار”، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعكس صمود الشعب الفلسطيني أمام الظروف الصعبة ويؤكد على ضرورة التوحد في مواجهة الانتهاكات.
ولفت إلى “أن سلوكيات أمن السلطة، لن تغير صورة المشهد العظيم ورمزيته الوطنية، وحقيقة أن الأسرى تحرروا بصفقة مشرفة وبعطاء وبذل أهلنا في قطاع غزة ومقاومتنا، ونطالب الكل الوطني باستقبالهم والاحتفاء بهم وبأهلهم”.
وكان عناصر من أجهزة “أمن السلطة” الفلسطينية قد صادروا رايات حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أثناء استقبال الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت.
وقالت “أهالي المعتقلين السياسيين” في الضفة (أهلية) إن “أجهزة السلطة منعت أهالي الأسرى المفرج عنهم من رفع رايات المقاومة أثناء استقبال حافلات الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثانية من صفقة التبادل”.
وأضافت أن “الأجهزة الأمنية الفلسطينية منعت المواطنين وأهالي الأسرى من استقبال شعبي لهم في طريقهم إلى وسط رام الله”.
وقد استقبلت حشود في رام الله بالضفة الغربية أكثر من 114 أسيرا أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”، فيما وصل 16 أسيرا ضمن الدفعة نفسها إلى قطاع غزة، و70 تم إبعادهم إلى مصر.
وحملت الحشود في رام الله الأسرى المحررين على الأكتاف ولوّحوا بعلامة النصر.
وأعرب الأسرى عن “شكرهم للمقاومة الفلسطينية في غزة التي كانت وراء صفقة التبادل”.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية في قطر مساء اليوم السبت، عن إتمام عملية “التبادل الثانية” منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية محمد ماجد الأنصاري في تغريدة عبر موقع “إكس”، “يعلن الوسطاء عن إتمام تسليم 4 نساء (إسرائيليات) مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من السجون (الإسرائيلية)”.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير الجاري خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.