يواصل الفساد سيره دون توقف في أروقة الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحديداً في فرع ثقافة المنيا، الذي تديره رحاب توفيق، تحت رعاية ودعم مباشر من محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
تتعدد أوجه الفساد وتتنوع بين إهدار المال العام إلى سرقته بشكل علني تحت غطاء إنجازات وهمية، وتحت شعارات مثل “المبادرات الرئاسية” التي استُخدمت كستار لتبرير الأنشطة المزيفة التي تدار في المنيا.
حيث قام محمد ناصف بتحويل معظم الأنشطة الثقافية الخاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلي محافظة المنيا منذ عدة أشهر ماضية قبل إعلانها عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025 وبدون أي قيمة حقيقية،
والهدف من ذلك هو تعزيز صور مشرفة ظاهرياً للقيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة بصفة عامة، وفي محاولة من محمد ناصف لتلميع صورة رحاب توفيق وإبقائها في منصبها كمدير عام فرع ثقافة المنيا وما يثير التساؤلات حول تلاعبه في القرارات الثقافية.
وكما تواصل رحاب توفيق استغلال شعراء المنيا المعروفين بموالاتهم لها لتلميع صورتها، حيث يُستخدمون كأداة للضغط على وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، الذي يجد نفسه أمام حملة مدبرة لتلميع صورة رحاب توفيق من خلال الثناء على إنجازاتها الوهمية،
بينما يستغل هؤلاء الشعراء مواقعهم الأدبية والفنية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الحقيقة والمصلحة العامة.
وكما استغل محمد ناصف سلطته في نقل الأنشطة التي تخص المحافظات الحدودية إلى محافظة المنيا، وذلك بطريقة غير مبررة وغير قانونية،
فقد أثار هذا التحويل ردود فعل غاضبة، حيث يشكل دليل إدانة قاطع ضد محمد ناصف ورحاب توفيق، حيث أن هذا التحويل لم يتم بناءً على احتياجات ثقافية حقيقية، بل لتحقيق مصالح شخصية ولإبراز صورة وهمية من الإنجازات.
فقد أدار محمد ناصف ورحاب توفيق الأنشطة الثقافية في المنيا بأسلوب تآمري، حيث جرى تحويل ميزانيات المبادرات الرئاسية إلى مشاريع وهمية تستنزف المال العام.
فقد أصبح واضحاً أن الهيئة العامة لقصور الثقافة قامت بتعديل خريطة الجمهورية، فجعلت من المنيا محافظة حدودية، في خطوة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها جزء من شبكة فساد.
حيث أشرف ناصف على سرقة المال العام من خلال الفعاليات الثقافية المزعومة. جاءت هذه الفعاليات كغطاء لتبرير تحويل الميزانيات الضخمة إلى مشاريع شكلية لا تحقق أي فائدة فعلية في محافظة المنيا، مما يعزز الشكوك حول طبيعة هذه المشاريع، خاصةً مع تورط رحاب توفيق بشكل مباشر.
لكن بالرغم من أن تلك الأنشطة كان يفترض أن تخدم المواطنين، يُلاحظ أن الهدف الحقيقي هو الاستفادة الشخصية والمالية من تلك الأنشطة، وذلك عبر سرقة الأموال المخصصة لها وإهدارها بطرق مختلفة، ما يجعل كل مشروع أو نشاط مجرد واجهة للفساد المالي والإداري.
لم يكن الفساد محصوراً في الأنشطة فقط، فقد استمر نهر الفساد بالتدفق في أروقة الهيئة بل امتد إلى استخدام الرشاوى والتلاعب بالعلاقات الشخصية لتعزيز نفوذهما.
حيث تنتشر الشائعات بين موظفي فرع ثقافة المنيا بأن رحاب توفيق نجحت في الاحتفاظ بمنصبها وقرب صدور قرار تجديدها كمدير عام فرع ثقافة المنيا عن طريق تقديم مجموعة من الرشاوي الجنسية والهدايا الثمينة لـ محمد ناصف وكذلك لضمان حصول رحاب توفيق على دعم مستمر لمصالحها.
تشير المصادر إلى أن محمد ناصف وعد رحاب توفيق بترقيتها إلى منصب رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي بعد إقالة ضياء مكاوي من هذا المنصب في 22 نوفمبر 2024، وهو ما يُعد جزءاً من استراتيجية فساد أكبر تهدف لتلميع توفيق ودعمها للوصول إلى مناصب أعلى.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تحولت تلك المبادرات الرئاسية إلى وسيلة للنهب المنظم تحت غطاء “الإنجازات” فقد واصلت رحاب توفيق نشر الأحاديث عن “إنجازاتها” المزعومة بين الموظفين، محاولةً استغلال ذلك لتمويه فسادها.
لم يكن الهدف من هذه الأنشطة تطوير الثقافة أو دعم الفنون، بل كان الهدف الرئيسي هو استنزاف المال العام لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب.
تحول فرع ثقافة المنيا إلى مسرح للفساد المنظم تحت قيادة رحاب توفيق، التي استخدمت شبكة من العلاقات والمحاباة لتسيير الأمور لصالحها.
استغل محمد ناصف نفوذه في الهيئة العامة لقصور الثقافة لدعم هذه الأنشطة الوهمية بمحافظة المنيا، فيما تحولت الهيئة إلى واجهة لسرقة المال العام دون أي محاسبة.
لم تكن هذه التحركات سوى جزء من شبكة فساد متجذرة، حيث أظهرت الفعاليات الثقافية الأخيرة، مثل مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ36، حجم الفساد.
جرى نقل المؤتمر من الإسماعيلية إلى المنيا بناءً على تعليمات محمد ناصف، رغم عدم توافر الشروط المناسبة لعقده في المنيا، مع توجيه ميزانيات ضخمة لهذه الفعاليات، دون أي مبرر سوى تحقيق مصالح شخصية، ما أدى إلى إهدار المال العام بشكل واضح.
ساهم اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في إهدار المال العام من خلال الموافقة على تمويل أنشطة رحاب توفيق. حيث قام بصرف مبالغ طائلة على هذه الأنشطة، مستجيباً لرغبات توفيق التي استخدمت علاقاتها الشخصية لتوجيه هذه الأموال بشكل غير مبرر.
تُشير المعلومات إلى أن عماد كدواني محافظ المنيا يوافق بشكل غير مبرر على صرف ميزانية ضخمة من الدولة لصالح الأنشطة الثقافية في المنيا، وهو ما يعكس مدى تأثير رحاب توفيق بطريقة مشبوهه على صناع القرار.
ويمتد فساد محمد ناصف إلى تغيير خريطة الأنشطة الثقافية الوطنية، حيث قام بتحويل العديد من الأنشطة الثقافية من محافظات أخرى إلى محافظة المنيا بشكل غير مبرر، مما أدى إلى إهدار أموال تلك الأنشطة.
من أبرز تلك الأنشطة، الأنشطة الموجهة للمحافظات الحدودية، التي تم تحويلها إلى المنيا، رغم أن المنيا ليست محافظة حدودية وفقاً لخريطة مصر. هذا التلاعب في توزيع الأنشطة والأموال يُعد دليلاً قوياً على تورط ناصف في الفساد وإهدار المال العام.
في خضم هذه الفضائح، يتم إصدار خطابات رسمية من الهيئة العامة لقصور الثقافة لتبرير تنفيذ فعاليات ثقافية في المنيا.
أحد هذه الخطابات صدر من الإدارة العامة لرعاية المواهب، موقَّعاً من محمد صابر، يطلب فيه ترشيح مواهب من كافة الفروع الثقافية للمشاركة في ملتقى “مواهبنا مستقبلنا” المزمع عقده في المنيا من 26 إلى 30 يناير وقد حصل موقع “أخبار الغد” علي نسخة من المراسلات.
هذا الملتقى يمثل جزءاً من الفعاليات التي تُستخدم كواجهة لتلميع صورة رحاب توفيق، دون أن يكون لها أي فائدة حقيقية للمواهب أو الثقافة العامة.
تتواصل فضائح الفساد مع تقديم مذكرة رسمية تطالب بتأجيل الملتقى الثقافي العشرين لشباب أهل مصر، الذي كان من المقرر عقده في الفترة من 24 يناير حتى 30 يناير في قصر ثقافة المنيا، وذلك بسبب تداخل الفعاليات مع ملتقى آخر لاكتشاف المواهب في نفس التوقيت.
يُظهر هذا التداخل عدم التخطيط والإدارة العشوائية للأنشطة الثقافية، مما يؤدي إلى تضارب الفعاليات وإهدار المزيد من الأموال العامة.
تستمر الهيئة العامة لقصور الثقافة في تنفيذ الأنشطة الوهمية تحت قيادة محمد ناصف ورحاب توفيق، حيث تم تقديم طلبات لتأجيل بعض الفعاليات لتجنب تضارب المواعيد، دون أي اهتمام حقيقي بالمحتوى الثقافي.
تُظهر هذه التحركات أن الهدف الأساسي هو تحقيق مكاسب شخصية على حساب المال العام الذي يُهدر بشكل منهجي، ما يستدعي التدخل العاجل لوقف هذا النزيف المستمر، حيث يجري استغلال الأنشطة الثقافية والمبادرات الرئاسية لتحقيق مكاسب شخصية
نسخ الرابط تم نسخ الرابط