تشهد العديد من المناطق السكنية في مدينة الغردقة كارثة بيئية وصحية تتفاقم يومًا بعد يوم نتيجة انتشار المخازن غير المرخصة لتجميع الخردة وفرز البلاستيك.
تقع هذه المخازن في مناطق مثل زرزارة، الملاحة، الكهف، السلام، خلف الأتوبيس، والحجاز، حيث يعاني السكان من تلوث بيئي حاد وتهديدات صحية متزايدة نتيجة لهذه الأنشطة العشوائية.
أثارت هذه الأوضاع حالة من القلق لدى الأهالي الذين يطالبون بتدخل فوري من الجهات المختصة للحد من هذا الخطر الداهم.
يعيش السكان تحت وطأة الإزعاج المتواصل والضوضاء الناتجة عن الأعمال الليلية في هذه المخازن غير الشرعية. يتفاقم الوضع مع استخدام المعدات الثقيلة والآلات التي تعمل على مدار الساعة، مما يعكر صفو الحياة في هذه الأحياء التي كانت من المفترض أن تكون مناطق هادئة.
لا تقتصر الأضرار على الضوضاء فقط، بل تشمل أيضًا الاختناقات المرورية المتكررة بسبب حركة الشاحنات الكبيرة التي تجوب الشوارع الضيقة لنقل الخردة، مما يعيق سير الحياة اليومية ويزيد من التوتر بين السكان.
يكافح الأهالي منذ سنوات من أجل إغلاق هذه المخازن التي تشكل تهديدًا كبيرًا لصحتهم وسلامتهم. يعبر أحد السكان عن معاناته اليومية بسبب مخزن خردة ملاصق لمنزله في شارع الحجاز، حيث حصل على حكم قضائي بإغلاق المخزن، لكن لم يتم تنفيذه حتى الآن.
تتراكم الخردة والمعادن المهملة في الشوارع، مما يعرض الجميع لمخاطر صحية وبيئية جسيمة. انتشار الخردة والمواد الكيميائية السامة مثل الزيوت والشحوم يتسرب إلى التربة والمياه الجوفية، مما يهدد البيئة المحيطة ويزيد من خطر الأمراض بين السكان.
يطالب سكان المناطق المتضررة الجهات المحلية بالتدخل العاجل لتنظيم هذه الأنشطة وتحجيمها، مؤكدين ضرورة نقل المخازن إلى مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية.
يقترح الأهالي إزالة المخازن الموجودة وإيجاد حلول بيئية فعّالة، مثل تشجيع عمليات إعادة تدوير الخردة بطرق آمنة وصديقة للبيئة، بهدف تقليل التلوث والحد من التأثيرات السلبية على الحياة اليومية في هذه المناطق.
تشكل المخازن العشوائية مصدرًا رئيسيًا للتلوث البيئي، حيث تتفاعل المعادن الصدئة مع الرطوبة وأشعة الشمس لتلوث الهواء بشكل مستمر.
كما تتسبب هذه المخازن في جذب الحشرات والقوارض التي تنتشر في أنحاء الأحياء السكنية، مما يرفع معدلات الإصابة بالأمراض.
تتحول المناطق السكنية التي تحتوي على هذه المخازن إلى بيئة خصبة للأمراض والآفات، ما يعرض حياة السكان للخطر ويجعل حياتهم اليومية أشبه بالكابوس المستمر.
أكد اللواء محمد سليم، رئيس حي شمال الغردقة، أن هناك جهودًا مستمرة لضمان الالتزام بالقوانين وتنظيم الأنشطة التجارية في المنطقة.
أشار إلى أن لجنة مشكلة من حي شمال وقسم تراخيص المحلات وقسم شرطة ثاني الغردقة تعمل على تنفيذ قرارات إغلاق المخازن المخالفة.
بالفعل، تم تنفيذ 6 قرارات إغلاق مؤخراً، ويستمر العمل على تنفيذ باقي القرارات تباعًا. يأتي هذا التحرك في إطار توجيهات اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، الذي شدد على ضرورة متابعة المحال التجارية والمخازن بشكل دوري لضمان قانونيتها وسلامتها.
في المقابل، أكد بيان صادر عن حي شمال أن المخالفين يمارسون أنشطتهم بدون تراخيص قانونية، محذرًا من أن الحي لن يتهاون مع أي جهة مخالفة، وسيستمر في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حماية النظام العام وتحقيق المصلحة العامة للمواطنين.
يشدد البيان على أهمية الحفاظ على البيئة وحماية صحة المواطنين من المخاطر التي تشكلها المخازن العشوائية المنتشرة في قلب الأحياء السكنية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط