أخبار عاجلة

حرائق لوس أنجلوس الكارثية: مأساة تتحدى المنطق والقدرة البشرية وتغرقها في الرماد

تشتعل لوس أنجلوس في واحدة من أعظم المآسي التي شهدتها المدينة على مر تاريخها، فالحريق الذي يلتهم الأحياء الفاخرة لا يرحم أحدًا ولا يترك وراءه سوى الدمار الشامل والخسائر الفادحة.

تساقطت النيران على المنازل والقصور الغنية، مدمرة كل شيء في طريقها، مُسجلة خسائر تقدر بحوالي 150 مليار دولار.

وعلى الرغم من كل الجهود والتقنيات المتطورة في إطفاء الحرائق، يبدو أن هذه النيران غير قابلة للاحتواء، فهي لا تعترف بأي حدود ولا تضع اعتبارًا لأي تدخل بشري.

انطلقت الرياح العاتية لتدفع النيران إلى التوسع بسرعة هائلة، لتشعل الحرائق في مناطق متعددة من المدينة، وعلى وجه الخصوص في الأحياء الراقية مثل باسيفيك باليساديس وإيتون.

تمزقت حدود الهدوء في هذه الأحياء، وأصبح الدخان والحرارة أحد سمات الحياة اليومية في لوس أنجلوس، حيث لا يوجد مكان آمن بعيدًا عن لهيب النار.

حرائق تندلع بشكل متزامن في ستة مواقع منفصلة، ثلاثة منها خرجت عن السيطرة تمامًا، في تحدٍ غير مسبوق لأجهزة الإطفاء.

سارع المسؤولون في المدينة إلى الإعلان عن حالة الطوارئ بعد أن وصلت الأمور إلى نقطة الانهيار، حيث اضطرت السلطات إلى إخلاء نحو 153 ألف شخص من مناطق الخطر.

أُجبر العديد من السكان على ترك منازلهم وأملاكهم، في محاولة للهرب من جحيم النيران. لكن هذا ليس سوى الجزء الظاهر من الكارثة،

فبينما تصارع المدينة للتعامل مع هذا الحريق الهائل، توقفت الطائرات المروحية عن العمل، وأُغلقت الأجواء بسبب شدة الرياح، مما أدى إلى تعطل عمليات الإطفاء الجوية.

أعاقت الرياح العاتية حركة الطائرات المقاتلة المخصصة لإطفاء الحرائق، حتى أن معظم الطائرات لم تستطع التحليق، لتكون النتيجة كارثية: أعداد من الضحايا، ودمار في الممتلكات، وإرث اقتصادي ضائع لا يمكن إصلاحه.

ورغم أن صنابير الإطفاء عملت بكامل طاقتها، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لوقف تمدد النيران. السلطات المحلية لم تجد أي وسيلة فعالة للتعامل مع هذا الوضع المأساوي.

تستمر الحرائق في تحويل لوس أنجلوس إلى كتلة من الرماد، حيث أتت النيران على أكثر من 34 ألف فدان من الأراضي الزراعية، ودمرت ما يزيد عن 10 آلاف منزل. أما الأحياء الفاخرة، التي كانت تضم منازل مشاهير هوليوود، فلم تنجُ هي الأخرى من نار الدمار. من بين المتضررين، الممثل الأميركي جيمس وودز، الذي فقد قصره في إحدى المناطق التي اندلعت فيها النيران، ويُعرف وودز بتبريراته المرفوضة لجرائم الاحتلال في فلسطين، مما جعل هذا الحريق يبدو وكأنه يعصف بكل شيء، حتى لو كان ذا طابع سياسي.

تتزايد وتيرة المأساة مع استمرار اشتعال النيران، حيث أصبحت الحرائق واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي عصفت بالمدينة. لقد أودت بحياة 11 شخصًا حتى الآن، فيما يواجه الناجون تحديات كبيرة بسبب تدمير حياتهم الشخصية والمهنية. فبينما يتم إعلان حالة الطوارئ، يستمر الكارثة في تكبد المدينة خسائر فادحة على كافة الأصعدة.

الدمار لا يقتصر على المباني فقط، بل يتعداه إلى البنية التحتية الاقتصادية للمدينة. فقد أعرب العديد من الخبراء عن قلقهم العميق من قدرة المدينة على التعافي من هذه الأزمة. في حين أصدرت شركات التأمين والمصارف تقديرات مبدئية للخسائر الاقتصادية التي تقدر بنحو 150 مليار دولار. هذه الخسائر تفوق بكثير أي تقدير مبدئي، وتعد بمثابة ضربة اقتصادية قاصمة للمدينة التي تعتمد على الاقتصاد الترفيهي والسياحي بشكل كبير.

وفي حديثه عن الكارثة، وصف قائد شرطة لوس أنجلوس، روبرت لونا، الوضع قائلاً: “الحرائق تبدو وكأن قنبلة ذرية سقطت على المدينة”، مؤكدًا أن ما يحدث ليس مجرد حريق عادي، بل هو مزيج من الظروف الطبيعية القاهرة والقدرة البشرية المحدودة على المواجهة.

يتساءل الخبراء عن قدرة أي نظام إطفاء في العالم على التعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية التي تعصف بمدن كبرى مثل لوس أنجلوس. فمع كل جهاز متطور وكل خطة طوارئ تم تنفيذها، تبقى الرياح العاتية والظروف المناخية الصعبة عائقًا كبيرًا لا يمكن التغلب عليه بسهولة. وتعد هذه الحرائق تذكيرًا مريرًا بمدى هشاشة القدرة البشرية أمام قوة الطبيعة.

تستمر لوس أنجلوس في تجرع مرارة المأساة، بينما تتصاعد الألسنة النارية لتغزو كل زاوية، تاركة وراءها حطامًا ماديًا ومعنويًا. يبقى أن نرى كيف ستتعامل السلطات مع هذا التحدي الكبير، في وقت تعجز فيه الأنظمة المتطورة عن إيقاف الحريق الذي يهدد بتدمير كل شيء في المدينة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عبدالفتاح البرهان يعلن عن قرب النصر في معركة السودان ضد المتمردين
التالى هآرتس العبرية تكشف عن خطة الانسحاب السريع لجيش الاحتلال من غزة