* هناك من يرى أن من كان سبباً في نزف نقاط مهمة وتبخرها في مشوار تصفيات كأس العالم خصوصاً ضد إيران وأوزبكستان وكوريا الشمالية من جهة، وبعد ذلك ضياع بطولة الخليج (السهلة) كما يراها البعض من جهة أخرى، لا يستحق منا الثقة به أو الثناء عيله أو «الطبطبة» عليه.. ولغة التحفيز والتشجيع له ليست في مكانها الصحيح.. هؤلاء- سواء أكان الاتحاد أو المدرب أو اللاعبون- دواؤهم هو القاسي من التقريع وجزاؤهم هو الجارح من النقد والتوبيخ.. وهذا فقط هو الكفيل بأن يُرجِعهم إلى رشدهم ليراجعوا أنفسهم ويحسِّنوا من أدائهم، ويجعلهم يحسّون بما يحس به الجمهور من كمد وقهر وحسرة وألم وحزن وجروح لا تلتئم وقروح لا تندمل.. كيف للمدرب واللاعبين وبقية الأجهزة التي تأخذ أكثر من حقها ولا تقدم مقابل ذلك أداء مشرفاً مرضياً وعرضاً مقنعاً قوياً على مستوى منتخب وطنها.. هؤلاء لا يجدي معهم الدعم المستمر ولا ينفع فيهم التحفيز الدائم! خلاصة رأي هذا الفريق: أن كأس الخليج ضاعت منا والتأهل المباشر في مجموعتنا أضحى أقرب لإيران وأوزبكستان والملحقان صعبان لأننا سنقابل فرقاً خليجية عجزنا أن نتغلب عليها في دورة الخليج.. انتهى كل شيء، والطيور طارت بأرزاقها.. فَحُقَّ لنا أن نقسو ونغضب على من بذلك تسبب.
* أحترم هذا الرأي رغم سوداويته وحالة اليأس فيه ولكنني أختلف معه بالكلية للأمور التالية:
أولاً: دورة الخليج لم تكن هدفاً أساسياً في التعاقد مع بينتو.. الغاية الرئيسية لنا هي الصعود لكأس العالم.. الحكاية كلها أنه كان من الضروري على منتخبنا المشاركة في هذا الكرنفال الخليجي المهم.. وكنا مرشحين لها كوننا قدمنا مستويات مبهرة تشفع لنا بنيل الكأس وهناك فرق كالعراق-أقوى المرشحين- خرجت من الدور الأول معنا..
ثانياً: أكرر ما قررته سلفاً.. أداؤنا في التسع مباريات (التصفيات وكأس الخليج) في الجملة كان جيداً ونستطيع البناء عليه على المدى القصير بالتأهل إلى كأس العالم (عبر المباشر أو الملحقين) والفرصة مواتية جداً ولا يستطيع أحد منطقياً أن يبعد «أبيضنا» منها.. وأيضاً على المدى الطويل بتكوين فريق تنافسي قوي على مستوى القارة..
ثالثاً: أنا ضد عملية التجريح والتشنيع والتعرض الشخصي لعناصر منظومة المنتخب، ولكني مع نقدهم وكشف عوار سوء أدائهم -متى ما حصل ذلك- دون مجاملة أو مداهنة وبروية وتؤدة..
رابعاً: أؤمن بأن الرئيس الحالي والرئيس السابق للاتحاد يقفان سوية بكل قوة ودعمٍ وتأييدٍ ومؤازرة للمنتخب لنجاح مهمته.. وأؤمن أيضاً بهذه المجموعة وقدراتها والعزيمة التي تملكها والقوة الكامنة التي فيها بتحقيق التأهل-بإذن الله- وأنهم سيعوضوننا أفضل تعويض عن ما فات، وكأنني أراهم يقفون مرفوعي الهامة مشرئبي الأعناق بفخر واعتزاز في البطولة الكبرى ينشدون سلامنا الوطني.. والأيام بيننا.