اتجهت الأنظار قبل فترة نحو العاصمة الكويتية، في القمة الخليجية 25، لدول مجلس التعاون الخليجي، فبعد 40 عاماً ونيف، لا تزال مسيرة الخير والنماء، مستمرة في التلاحم والعطاء، رغم الظروف العصيبة، التي مرت على المنطقة، والأحداث والأزمات والتحديات، لتكون بمنزلة ركن أصيل، لاستقرار وأمان البلاد، وعلى غرار هذا التجمع الإقليمي الخليجي، ستكون الكويت في الأيام المقبلة حاضنة للعرس الخليجي الكروي، وانطلاقة بطولة غالية في وجدان وكيان كل الخليجيين، في الفترة من 21 ديسمبر 2024 وحتى 3 من يناير 2025.
بطولة كأس الخليج العربي إرث تاريخي عريق متعمق ومتأصل في قلوب وعروق أبناء الخليج، فهي المحفل الذي يفتح أمام ضيوفه بوابة غنية بالذكريات والمشاركات التي تمزج عبق الماضي بالحاضر بمختلف صوره وأشكاله، وهي بطولة زاخرة بالعديد من المواقف والشخصيات، التي ارتبطت بهذا اللقاء الخليجي، بل غدت رمزاً للوحدة والتعاون والتكامل ولا تزال مصدراً للإلهام والسعادة والفرح رغم العواصف العاتية والخطوب المحيطة التي مرت وجاءت على المنطقة.
ورغم ما مرت به البطولة من ظروف وتقلبات وأحداث وتحولات مختلفة، بقيت أكثر من مجرد محفل كروي ومسابقة رياضية، وأعمق من ذلك بكثير، منذ انطلاقتها سنة 1970، حيث يحرص الجميع على الالتفاف حولها واستمرارية إقامتها، مستمدة تلك القوة من ذلك النسيج الاجتماعي، بقيم دينية وثقافية، وعادات وتقاليد وروابط متوارثة، تأكيداً للوحدة الوطنية الخليجية، ومدى عمق الترابط والتكامل، بين أبناء وشعوب المنطقة، ما يدفع كياناتهم إلى الأمام لمستقبل أكثر رخاء وديمومة واستقراراً.
ستمنح البطولة مساحة جديدة أمام الجهاز الفني للأبيض، وفرصة بمنزلة فترة تحضيرية ومرحلة من مراحل التطور وعودة الثقة بتحسين الأداء وتدارك الأخطاء مع الأسماء المضافة التي قد تمنحه روحاً جديدة، لاستكمال معترك التصفيات الآسيوية وتعطي الفريق قوة ومتانة، فلا تزال هناك الكثير من الفرص السانحة ينبغي استثمارها والاستفادة منها، والمباريات المقبلة لن تكون بالسهولة التي نتوقع، وستتنافس جميع الفرق، لحجز وتأمين مقعدها للنهائيات المونديالية.