متابعة: أحمد البشير
أوضح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن نجاح حملته يعود إلى ارتباطها بقضايا تمسّ حياة المواطنين اليومية، مثل أسعار الغذاء والطاقة.
ووعد بخفض أسعار الطاقة واستعادة الاستقرار الاقتصادي، من خلال تعزيز الإنتاج المحلي للنفط والغاز. كما شدد على أهمية تبسيط اللوائح التنظيمية، لجذب الاستثمارات وتحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق.
وأكد ترامب، في مقابلة شاملة مع مجلة «تايم» بعد تسميته شخصية العام 2024، أنه يعتبر الوضع على الحدود الأمريكية بمثابة «غزو»، معلناً خططاً صارمة للسيطرة عليه. وصرح بأنه سيستخدم كل الأدوات القانونية المتاحة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، مع الالتزام بالقانون. مشيراً إلى نيته فرض تعريفات جمركية على الدول، التي ترفض استقبال مواطنيها المرحّلين.
كشف ترامب عن خطة لتقليص دور وزارة التعليم الفيدرالية ونقل المسؤوليات التعليمية إلى الولايات. معتبراً أن هذه الخطوة ستسهم في تحسين جودة التعليم وخفض التكاليف، مستشهداً بنجاحات دول مثل النرويج والدنمارك. كما أبدى اهتمامه بمستقبل الذكاء الاصطناعي، مشدداً على ضرورة الاستثمار في تطوير هذه التكنولوجيا، مع الحفاظ على السيطرة عليها داخلياً. كما تحدث عن خطط لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، لضمان التنافسية وحماية الابتكار.
احتياجات الجمهور
وصف ترامب حملته الانتخابية ب«72 يوماً من الغضب»، حيث ركزت على التواصل المباشر مع الناخبين، من خلال التجمعات الحاشدة. مشيراً إلى أن قدرته على قراءة احتياجات الجمهور، والحديث عن القضايا «المنطقية» مثل الأمن والهجرة كانت مفتاح نجاحه.
وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، أكد ترامب أنه يعارض السياسات، التي تفرض تغييرات جذرية على المجتمع، مثل السماح للرجال بالمنافسة في الرياضات النسائية. كما أشار إلى أنه سيدرس قرارات إدارية، تهدف إلى تحقيق العدالة دون إثارة الانقسام. واعترف ترامب بأن فترة ولايته الثانية ستواجه تحديات كبيرة، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية تحقيق نجاحات كبيرة، من خلال تنفيذ سياساته بسرعة وكفاءة. مضيفاً أن تحقيق الاستقرار في أسعار الطاقة، سيكون له تأثير مباشر على خفض التضخم وتحسين حياة الأسر الأمريكية.
التجارة والوظائف
تحدث ترامب عن خطته لجعل الولايات المتحدة مركزاً للتصنيع والاستثمار، مشيراً إلى أن إدارته ستعمل على إعادة الشركات، التي غادرت البلاد بسبب الضرائب المرتفعة واللوائح التنظيمية المعقدة. وأوضح: «سنستعيد الوظائف، وسنحقق أرقاماً قياسية في جذب الشركات. لن نسمح للدول الأخرى بسرقة شركاتنا بعد الآن». كما أشار إلى نيته فرض تعريفات جمركية صارمة على الدول، التي تستفيد من التجارة مع الولايات المتحدة دون مراعاة العدالة. واعتبر ترامب أن اللوائح التنظيمية المفرطة تمثل عبئاً على الاقتصاد، وتعهد بتبسيطها لتشجيع الاستثمار. ولفت إلى أن جزءاً كبيراً من تكاليف المشاريع الكبرى، مثل بناء المنازل، يأتي من العمليات التنظيمية الطويلة. مؤكداً أن إدارته ستعمل على إزالة هذه العقبات لتحفيز النمو. وأوضح ترامب أن تعزيز الإنتاج المحلي هو حجر الأساس لخطته الاقتصادية. وقال: «نريد إنتاجاً محلياً قوياً يجعلنا أقل اعتماداً على الدول الأخرى، سواء في مجال الطاقة أو الصناعات التكنولوجية».
وأشار إلى أن إدارته ستستثمر في تطوير قطاعات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، لتأمين مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عالمية. أكد ترامب ضرورة تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارته الأولى، مشيراً إلى أنها كانت من أكبر التخفيضات الضريبية في تاريخ البلاد. واعتبر أن هذه السياسات ستوفر بيئة جاذبة للشركات والمستثمرين، مما يسهم في خلق وظائف جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي.
التضخم والإمداد
تطرق ترامب إلى أزمة التضخم وسلاسل الإمداد التي تفاقمت، خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن كسر حلقات الاحتكار وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد سيكون من أولويات إدارته.
وقال: «سلاسل الإمداد ما زالت غير فاعلة، وسنعمل على إصلاحها لتوفير المنتجات بأسعار معقولة وبشكل مستدام».
في ختام حديثه عن الاقتصاد، قال ترامب إن سياساته تهدف إلى تحقيق توازن بين خفض التكاليف وتحقيق نمو اقتصادي قوي. وأضاف: «ما يريده الأمريكيون هو العيش بحياة كريمة، شراء المواد الغذائية بأسعار معقولة، والحصول على فرص عمل تعيد لهم كرامتهم».
كرر الرئيس الأمريكي المنتخب دعمه لصناعة العملات المشفرة، مشيراً إلى طموحه أن تكون الولايات المتحدة الرائدة عالمياً في هذا المجال، خلال فترة ولايته المقبلة.
وفي تصريحات نقلتها شبكة «سي إن بي سي»، الاسبوع الماضي، قال ترامب رداً على سؤال حول احتياطي «بيتكوين» استراتيجي محتمل: «سنحقق إنجازاً كبيراً في مجال العملات المشفرة، لأننا لا نريد أن تكون الصين أو أي جهة أخرى هي المتفوقة في هذا المجال».
وأضاف: إن هناك دولاً أخرى بدأت في تبني العملات المشفرة، لكن طموحه أن تكون الولايات المتحدة في الطليعة، محققة الريادة في هذا المجال.
أتى ذلك، خلال وجود ترامب في بورصة نيويورك لقرع جرس الافتتاح، تكريماً لتلقيه جائزة شخصية العام من مجلة «تايم».
دعوة الرئيس الصيني
ذكرت شبكة «سي بي إس» الأمريكية، نقلاً عن مصادر متعددة، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، لحضور حفل التنصيب الشهر المقبل.
تشير الدعوة إلى جهد من جانب ترامب للتقرب من نظيره الصيني، في أعقاب التهديدات بفرض تعريفات جمركية جديدة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
