إعداد: خنساء الزبير
تعد المناظر الطبيعية المتنوعة من أهم ما يميز دولة أمريكا الجنوبية، تشيلي، ذلك الشريط الساحلي الواقع غربي القارة.
وعند السفر حول هذه الدولة مستطيلة الشكل والضيقة، يجد الزائر بانوراما متغيرة باستمرار من مزارع الكروم المتموجة والبحيرات المبهرة والبراكين الشاهقة والمضايق العميقة والمراعي المرتفعة والمسطحات الملحية المترامية الأطراف.
وللتنقل في هذه التضاريس بسلاسة والتمتع برحلة وسط الطبيعة المتغيرة من مكان لآخر، فإن السيارة أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.
وتختلف الرحلات البرية في تشيلي، ما بين مريحة وملحمية؛ فعلى طول الساحل وفي الوادي المركزي تكون الطرق ممهدة بشكل عام، وفي حالة ممتازة، ولكن خوض التضاريس البرية في جبال الألتيبلانو وصحراء أتاكاما في الشمال، أو الريف الوعر في باتاغونيا في الجنوب، فتلك هي الرحلات الطويلة الترابية على طول الطريق.
طريق بوديليوفو
الميزة: أفضل رحلة برية للتعرف على الثقافة الأصلية
المسار: بورتو سافيدرا - بورتو دومينغيز
المسافة: 100 كم
المدة المناسبة: 2-3 أيام
هذا الطريق يمنح فرصة مشاهدة «لاغو بودي»، وهي بحيرة مياه مالحة تقع في جنوب وسط تشيلي تشكلت بعد زلزال وتسونامي فالديفيا المدمر في عام 1960 (أقوى زلزال في التاريخ المسجل)، ولكن عامل الجذب الرئيسي للمسافرين، هو زيارة القرى القريبة، والتي تعد مراكز نابضة بالحياة للثقافة الأصلية.
وتتجول هذه الرحلة ذات المناظر الخلابة حول البحيرة الساحلية من بورتو سافيدرا إلى بورتو دومينغيز والعودة، مما يسمح للزوار باكتساب فهم أعمق لثقافة شعب المابوتشي، التي تعد أكبر مجموعة أصلية في تشيلي.
ويمكن المبيت في منازل روكا التقليدية ذات الأسقف المصنوعة من القش، وشراء الحرف اليدوية مثل أكياس بيلوا، وتناول المأكولات المابوتشية، والتي يضاف لها الكثير من فلفل ميركين المدخن.
كاريتيرا أوسترال
الميزة: أفضل رحلة برية لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في باتاغونيا
المسار: بورتو مونت – فيلا أوهيجينز
المسافة: 1200 كم
يمتد الطريق رقم 7 في تشيلي (المعروف باسم كاريتيرا أوسترال)، عبر بعض المناظر الطبيعية الأكثر عزلة، وغير المستكشفة في أمريكا الجنوبية.
وتم افتتاح الجزء الأول من الطريق السريع، عام 1988، ولكن الجزء الأخير لم يكتمل إلا في عام 2003.
ويبدأ الطريق في مدينة بورتو مونت الساحلية الصاخبة، ويتجه جنوباً عبر الغابات المطيرة المعتدلة والمتنزهات الوطنية مثل بومالين وكويلات، وتعد كويهايكي أكبر مدينة في المنطقة، وأفضل مكان للتزود بالمستلزمات قبل الاستمرار جنوباً إلى الكهوف الرخامية في بورتو ريو ترانكويلو والسهوب الملأى بالحياة البرية في باركي ناسيونال باتاغونيا.
أما قرية كاليتا تورتيل الساحرة، فهي أشبه بالقصص الخيالية من الممرات الخشبية والمنازل الصغيرة المبنية على ركائز خشبية.
طريق النجوم
الميزة: أفضل رحلة برية لمحبي مراقبة النجوم
المسار: لا سيرينا – بيسكو إلكي
المسافة: 110 كم
المدة المناسبة: 3-5 أيام
السمة البارزة في هذه الرحلة هي السماء المرصعة بالنجوم، وتكون عبر وادي إلكي الجميل، وتبدأ بالتمتع بمناظر النجوم الرائعة من مدينة «لا سيرينا» الساحلية التاريخية، ثم التوجه شرقاً على طول طريق النجوم إلى سفوح جبال الأنديز القاحلة على الحافة الجنوبية لصحراء أتاكاما.ويمكن المبيت في مركز مراقبة النجوم في فيكونيا، لاستكشاف المراصد المعدة للسياح والمطاعم، التي تعمل بالطاقة الشمسية، ثم الالتفاف جنوباً من الطريق السريع الرئيسي (Ruta 41) في اليوم التالي، لمعرفة المزيد عن غابرييلا ميسترال، أول أمريكية لاتينية تفوز بجائزة نوبل في الأدب، في مسقط رأسها مونتيغراندي.
الساحل الأوسط
الميزة: أفضل رحلة برية للاستمتاع بالبحر والرمال والأمواج
المسار: ماتانزاس – زابالار
المسافة: 235 كم
المدة المناسبة: 3-5 أيام
اثنتان من أفخم مدن الشاطئ في تشيلي، وهما بمثابة نقطة البداية لهذه الرحلة الساحلية، التي تبدأ في مركز ماتانزاس العصري، على بعد نحو ثلاث ساعات غرب سانتياغو.
وعند التوجه شمالاً، لا يجب تفويت زيارة مستعمرة الفنانين الغريبة جزيرة نيغرا ومركز صيد الحيتان السابق في كوينتاي والشاطئ الجميل في «إل كانيليلو» في الطريق إلى مدينتي فالبارايسو، وهي رائعة للفن والثقافة، وفينيا ديل مار، وهي خيار جيد للشواطئ والحدائق.
وبالاستمرار توجهاً نحو الشمال، يتم الوصول إلى قرية ريتوكي الصغيرة، التي تعد أكثر المدن الساحلية هدوءًا على امتداد الساحل .
طريق البعثات
الميزة: أفضل رحلة برية لمحبي التاريخ
المسار: أريكا – بوتري
المسافة: 230 كم
المدة المناسبة: 3-5 أيام
رحلة حافلة بالتاريخ عبر أقصى شمال تشيلي تبدأ بالتعرف على أقدم المومياوات في العالم، في متحف «سان ميغيل دي أزابا» الأثري بالقرب من أريكا، ثم تخطى الطريق السريع المستقيم إلى بوتري، واتباع طريق البعثات الاستكشافية، للغوص في قصة الاستيطان الإسباني في تشيلي.
ويربط هذا الطريق التراثي العشرات من قرى الأيمارا الأصلية في سفوح جبال الأنديز، والتي تم ترميم العديد منها من الكنائس، التي تعود إلى العصر الاستعماري بأسقف من العشب وجدران من الطوب اللبن، ومتاجر تبيع الملابس المنسوجة يدوياً من صوف الألبكة.
وبعد ذلك تنتهي الرحلة في أكبر مدينة أيمارا على الإطلاق، بوتري، ويمكن استخدامها كقاعدة، لاستكشاف المرتفعات الزاخرة بالبراكين في باركي ناسيونال لاوكا.
