أبوظبي: «الخليج»
اختُتمت، اليوم، فعاليات مؤتمر «ريزولف 2024»، الذي استضافته محاكم أبوظبي العالمي ومركز أبوظبي العالمي، لتسوية النزاعات في اليوم الثاني من أسبوع أبوظبي المالي. وشهد المؤتمر محادثات شيّقة بمشاركة مجتمع تسوية النزاعات العالمي، إلى جانب مجموعة من قادة القطاع والجهات الحكومية. وتم تنظيم المؤتمر في أبوظبي العالمي، بالتعاون مع وزارة العدل في دولة الإمارات ودائرة القضاء في أبوظبي ومركز أبوظبي الدولي للتحكيم، إلى جانب شركة «لكسيس نكسيس» كشريك للمعرفة.
وشكّلت الدورة الثالثة من المؤتمر، والتي أقيمت تحت شعار «المرونة»، فرصة مميزة للحضور للاستماع إلى تجارب ورؤى وأفكار مجموعة من القادة الدوليين، حيث سلطوا الضوء على مرونتهم ومرونة عملائهم.
وترأس المؤتمر عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، حيث شارك بصفته متحدثاً رئيسياً، وأشار إلى أهمية المؤتمر الذي يعكس التزام الدولة ببناء اقتصاد حيوي ومزدهر ومستدام، برؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لضمان العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، من خلال وضع أطر قانونية صلبة، لافتاً إلى أن الحدث يرسخ مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في مجال الابتكار والمرونة وتطوير النظم المالية والقانونية.
وكانت الجلسة الحوارية بعنوان «دعاوى جماعية للضرر المجتمعي والانتقادات الحادة لوادي السيليكون» من أبرز فعاليات الحدث، حيث شهدت إقبالاً واسعاً من الحضور. مع توسع أطر الدعاوى الجماعية عالمياً، تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من شركات التكنولوجيا المتقدمة، ضغوطاً قانونية متزايدة من المتقاضين، الذين يزعمون تسبب هذه الشركات بالضرر المجتمعي. وناقش الخبراء مشهد النزاعات في هذا القطاع، لا سيما الصراع بين الابتكار الهادف إلى الربح وحماية المستهلكين، وشهد الحدث أيضاً جلسة حوارية شيّقة حول «التكيف مع الحدود القانونية للذكاء الاصطناعي»، قادها أمير غافي، شريك في شركة «فرايد، فرانك، هاريس، شريفر، وجاكوبسون، المحدودة المسؤولية».
وشهد الحضور سلسلة من المناقشات والجلسات الحوارية بمشاركة أهم خبراء القطاع والخبراء القانونيين، وغطت مواضيع عديدة مثل «إعادة الهيكلة والإفلاس في الظروف المعقدة»، و«معضلة المناخ - مرحلة قادمة مليئة بالتقلبات»، حيث تبادلوا الآراء والخبرات خلال هذه الجلسات النقاشية التفاعلية. واختُتم الحدث بكلمة ألقاها عصام التميمي، رئيس مجلس إدارة «التميمي ومشاركوه».
وقالت ليندا فيتز-ألان، أمين السجل والرئيس التنفيذي لمحاكم أبوظبي العالمي: لطالما ركّز المؤتمر على معالجة التحديات الأكثر إلحاحاً، التي تتصدر قائمة أولويات عمالقة القطاع، والتي يتوقع أن تتطلب تحولاً في منهجية المحامين والخروج بأفكار جديدة ومبتكرة لتسوية النزاعات. واليوم تزداد الحاجة إلى المرونة والقدرة على التكيف للحفاظ على استمرارية التبادل التجاري والاستثمار على مستوى العالم، وبالتالي أصبح اتباع نهج فاعل ومبتكر لتسوية النزاعات من الأولويات الاستراتيجية.
ووفر مؤتمر ريزولف منصة للتواصل وبناء الشراكات القوية وتعزيز التعاون وريادة الفكر، ما يرسخ مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في مجال تسوية النزاعات الدولية.
امتداداً للزخم والنجاح الذي حققه مؤتمر ريزولف في الدورات السابقة، رسخ الحدث هذا العام مكانته بصفته منصة رائدة لمجتمع تسوية النزاعات العالمي. وبينما تواصل أبوظبي تركيزها الاستراتيجي على التنوع الاقتصادي وتحقيق التميز في الآليات التنظيمية، تسهم الفعاليات مثل هذا المؤتمر في ترسيخ التزام الإمارة ببناء بيئة أعمال عالمية المستوى.