إعداد: خنساء الزبير
حذر خبراء في مجال قطاع الطيران، بأن الصناعة تستعد لعام آخر من الصعوبات، حيث من المتوقع أن يستمر تأخر تسليم الطائرات من قبل شركة بوينغ، كما أن هناك مشاكل في سلسلة التوريد، خلال العام الجاري 2025.
ومر عام على حادثة انفصال باب طائرة بوينغ 737 ماكس 9، التي تديرها شركة طيران ألاسكا، وهو الحدث الذي أثار من جديد عاصفة تساؤلات، حول معايير الجودة والسلامة للشركة المصنّعة، ومنذ ذلك الوقت طبقت الشركة سلسلة من التغييرات، بما في ذلك التدريب الإلزامي للقوى العاملة، وزيادة عمليات التفتيش، وفقاً لبيانها الصادر يوم الجمعة، كما ذكرت قيامها بتحسين نظام يشجع الموظفين على الإبلاغ عن مخاوفهم في مكان العمل.
ولكن بحسب خبراء استشارات الطيران، فإن هذا ليس كافياً، وقال أحدهم إنه كان ينبغي إقالة مجلس الإدارة بأكمله، لأن المشكلة عميقة للغاية.
تأخر التسليم
أشار خبراء الصناعة إلى تبعات تأخر تسليم الطائرات، حيث إن بعض شركات الطيران؛ مثل ساوث ويست، وويز إير، وريان إير، قد تضطر إلى إنفاق أموال كبيرة على إصلاح الطائرات، التي كانت على وشك الخروج من الخدمة.
وحذروا من أن بوينغ، ربما تتراجع مكانتها لتفسح الطريق أمام شركة إيرباص، وتصبح مستقبلاً «لاعباً ثانوياً» بعد منافستها.
وقال وزير النقل الأمريكي، بيت بوتيجيج، الاثنين، إن شركة بوينغ أمامها الكثير للقيام به.
وقال جون غرانت، كبير المحللين في شركة تحليلات الطيران «أوه أيه جي»، OAG، إن التحسينات الملموسة في شركة بوينغ من غير المرجح أن تأتي قبل نهاية عام 2025 على أقل تقدير.
ومما يذكر أن بوينغ لم تحقق أرباحاً سنوية، منذ عام 2018، كما أنها تعرضت لانتكاسة أخرى في الإنتاج، بعد أن بدأ العمال إضراباً لمدة سبعة أسابيع، وانتهى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحصولهم على زيادة تدريجية في الأجور بنسبة 38%.
خلل المنظومة
قال خبراء الطيران إن المشاكل، التي تواجهها الصناعة لا تقتصر على شركة بوينغ فقط، بل تتجاوزها إلى أمور أخرى؛ كنقص قطع الغيار وصيانة المحركات وغيرها، وأن الأمر يتعلق بالمنظومة الكاملة للشركات الداخلة في قطاع الطيران بأكمله.
ولفتوا إلى عدم وجود علامات على أن هذه المشكلة، ستنتهي في وقت قريب، بل ستستغرق أعواماً لحلها.
ويسود الإحباط شركات الطيران بشكل خاص، بسبب مشاكل الموثوقية والصيانة في شركات تصنيع المحركات مثل «برات آند ويتني» و«رولز رويس».
وفيما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها شركة «برات آند ويتني» فقد طمأن الخبراء بأنها، ربما تكون قد تجاوزت أسوأ فتراتها.
تأثر المسافرين
أجبرت مشاكل المحركات العديد من شركات الطيران، بما في ذلك الخطوط الجوية الهاوايية وشركة سبيريت للطيران، على إيقاف أجزاء من أسطولها.
ولأن المحركات ليست موجودة توقفت شركة «ويز إير» في الاتحاد الأوروبي عن تشغيل 40 طائرة خلال العام.
وقال الخبراء أن هذا يجعل من الصعب الحصول على أسعار تذاكر طيران أقل، عام 2025، ما يجعل الصفقات شبه شحيحة.
وأشار موقع السفر الجوي «غوينغ»، Going، إلى إن أسعار تذاكر الطيران من المرجح أن ترتفع، عام 2025، وأوضح في منشور بتاريخ 30 ديسمبر/ كانون الأول، كيف تغيرت تكاليف الرحلات الجوية من وإلى داخل الولايات المتحدة، منذ جائحة كوفيد-19، وفي ما يأتي توضيح للتغيرات:
• 2020: -17 %
• 2021: -4 %
• 2022: +36 %
• 2023: -12 %
• 2024: +5 %
ومع ذلك، قال الخبراء إن مشاكل الطاقة الاستيعابية الناجمة عن توقف الرحلات الجوية، قد يتم تعويضها، من خلال زيادة أعداد الرحلات؛ وخاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث لا تزال الصناعة في حالة تعاف من جائحة كوفيد.
وقالوا إن أسعار تذاكر الطيران تعود إلى طبيعتها، لتصبح عند مستوى أعلى من أسعار ما قبل كوفيد، ولكن أقل من مستويات الذروة لعام 2022.
ورغم أنهم يرون بأن هذا العام قد يجلب بعض التحسن، إلا أن التحديات بشكل عام لا تزال قائمة.
