«إندبندنت»
تمكن فريق من علماء الآثار التابعين لمؤسسات عدة في ألمانيا، بالتعاون مع زملاء بالمملكة المتحدة والبرازيل، اكتشاف أدلة جديدة على أهمية الذرة كمصدر غذائي ورمز ثقافي للشعوب التي كانت تعيش في حوض الأمازون، حيث اكتشف فريق الباحثين حبوباً قديمة في مواقع أثرية متعددة.
وكانت الذرة، المعروفة أيضاً باسم الذرة الصفراء، محصولاً أساسياً في العديد من الثقافات حول العالم منذ فترة طويلة. ومع ذلك، كانت أهميتها في حوض الأمازون موضوعاً للنقاش بين علماء الآثار والمؤرخين. يلقي الاكتشاف الأخير ضوءاً جديداً على دورها في حياة المجتمعات القديمة.
ومن خلال التحليل الدقيق والتأريخ بالكربون، تمكنوا من تحديد أن حبوب الذرة تعود إلى عصور ما قبل الاستعمار، ما يشير إلى أن زراعتها كانت سائدة بين السكان الأصليين في المنطقة قبل فترة طويلة من وصول المستعمرين الأوروبيين.
وقالت د.ماريا رودريجيز: إن «اكتشاف حبوب الذرة في هذه المواقع يمثل نقطة تحول بفهمنا للمجتمعات الأمازونية بفترة ما قبل الاستعمار، ولم تكن مصدراً للغذاء فحسب، بل كانت جانباً أساسياً من ثقافتهم وسبل عيشهم وتحمل أهمية رمزية تتجاوز استخدامها العملي كمحصول غذائي».
وشكلت زراعتها تحديات فريدة بسبب تنوع النظم البيئية والظروف المناخية بالمنطقة. ويشير اكتشاف أصناف قديمة من الذرة تتكيف مع بيئات مختلفة إلى أن المجتمعات الأصلية في الأمازون طورت ممارسات زراعية متطورة لتزدهر في هذه البيئة الصعبة.
وسلط د.جيمس تومسون، عالم النبات المشارك في البحث، الضوء على التنوع الجيني لحبوب الذرة القديمة الموجودة في حوض الأمازون.
وقال: «يكشف التحليل الجيني للعينات عن نسيج غني من السمات الوراثية التي انتقلت عبر الأجيال، ما يعكس الارتباط العميق بين شعوب الأمازون القديمة وزراعة الذرة».
نتائج هذه الدراسة لها آثار أوسع نطاقاً على فهم تاريخ الزراعة في حوض الأمازون والأهمية الثقافية للذرة بالمنطقة، ومن خلال الكشف عن أهميتها، يعمل علماء الآثار على تجميع صورة أكثر شمولاً للثقافات المعقدة والمتنوعة التي ازدهرت ذات يوم في المنطقة.
