«جامعة نوتنغهام»
في عالمنا الرقمي السريع الخطى اليوم، حيث الاتصال مستمر والتكنولوجيا في كل مكان، لمس البعض التأثير التقني السلبي لهذا الاتصال المفرط على الموظفين. وكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون، أن الظاهرة المعروفة باسم «الإجهاد التكنولوجي» آخذة في الارتفاع، ما يتسبب في إجهاد شديد وإرهاق بين العمال.
ويشير المصطلح إلى الضرر النفسي والجسدي الذي يخلفه الإفراط باستخدام الأجهزة الرقمية والاتصال المستمر بالآخرين. ومع انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأدوات الرقمية، يجد الموظفون صعوبة متزايدة في الانفصال عن العمل، ما يؤدي إلى طمس الحدود بين الحياة المهنية والشخصية.
ووفقاً للدراسة فإن الموظفين الذين يتصلون باستمرار بعملهم من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل والإشعارات يعانون مستويات أعلى من التوتر والقلق. يمكن أن تؤدي هذه الحالة المستمرة من التواصل إلى انخفاض الإنتاجية وضعف الصحة العقلية وعدم الرضا بشكل عام عن التوازن بين العمل والحياة، ولا يؤثر على الموظفين الأفراد فحسب، بل يؤثر أيضاً على أداء المؤسسة. وتشهد الشركات التي تتمتع بثقافة الاتصال الدائم معدلات أعلى من دوران الموظفين، وانخفاض الروح المعنوية، وانخفاض الرضا الوظيفي.
وأكدت د. سارة جونسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة، ضرورة قيام المؤسسات بمعالجة الضغوط التكنولوجية وتعزيز العادات الرقمية الصحية بين الموظفين. وأضافت أنه من الأهمية بمكان أن تدرك الشركات التأثيرات السلبية الناجمة عن فرط الاتصال بالإنترنت وأن تتخذ خطوات لخلق بيئة عمل أكثر توازناً.
وتقترح الدراسة عدة استراتيجيات، بما في ذلك تنفيذ سياسات واضحة بشأن التواصل بعد ساعات العمل، وتشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة من أجهزتهم، وتعزيز ثقافة التوازن بين العمل والحياة.